واستجاب رب إبراهيم لأشهر دعوة في التاريخ !
لعلها أشهر وأهم دعوة في تاريخ البشرية.. فقد استجاب رب العالمين للدعوة بحذافيرها.. يدعو إبراهيم أبو الأنبياء وينقل القرآن الكريم دعاءه، ويقول في السورة التي حملت اسم إبراهيم "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون"، وأقاموا الصلاة بالفعل وهوت إليهم أفئدة البشر من يومها وحتى يومنا ورزقهم الله من الثمرات.. كل الثمرات!
ليس غريبا أن يستجيب الله لأبي الأنبياء.. وقد فعل كل ما فعل بوحي الله العزيز الحكيم.. ترك أهله.. وشرع في ذبح ابنه.. وكان في الأمرين سميعا مطيعا مجيبا.. إلا أن عظمة القرآن وحلاوته تدفعنا للتوقف أمام الآية.. المكونة من 26 لفظا فقط حوت وشرحت كل شيء..
وفيها قال "أسكنت من ذريتي" ولم يقل "أسكنت ذريتي" لأنه بالفعل ترك بعض أهله وليس كل أهله.. وقال "أسكنت" ولم يقل "تركت" وقال "بواد غير ذي زرع" لا ماء فيه ولا عشب ولا شجر.. فأي الثمرات كان يقصد إن لم يكن يقصد كل خير يرزق به الله أهل هذا البلد؟
ثم يقول: "فاجعل افئدة من الناس تهوي إليهم" قال "أفئدة من الناس" ولم يقل "أفئدة الناس" وإلا لصار الحج إلى البيت الحرام فريضة أو متاحا لكل البشرية، لكنه فريضة ومطلوب من فئة من الناس، بينما غيرهم يحج إلى أماكن أخرى مقدسة.. وقال "تهوي إليهم" ولم يقل "تأت إليهم" أو "تجيء إليهم" أي تذهب إليهم بشوق وترحاب وسرعة وليس إكراها أو غصبا !
كل حرف في القرآن له معني.. إن زاد أو نقص تغير المعني.. والقرآن خال من الزيادة أو الحشو وإلا لكان الاختصار منه ممكن.. وهذا غير ممكن.. إنه كلام رب العالمين!