رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا لا نتذكر الفقراء طوال العام؟!


مثلما ارتبط عيد الفطر بالزكاة ارتبط عيد الأضحى بالأضحية، وتوزيع اللحوم على الفقراء.. وهذا شىء طيب أن نتذكر الفقراء في أعيادنا لتمتد أيدينا إليهم بالعون والمساعدة حتى يشاركونا الفرحة والبهجة في العيد.. ولكننا يتعين أن نسأل أنفسنا لماذا لا نتذكر الفقراء طوال العام وليس في مواقيت محدودة منه؟.. لماذا لا تمتد أيدينا إليهم بالمساعدة في كل الأوقات؟!


وقد يقول البعض إن لدينا العديد من الجمعيات الأهلية التي تفعل ذلك بالفعل، ومنها جمعيات لا تكتفى بمنح مساعدات للفقراء والمحتاجين، وإنما تسعى لتغيير حياتهم وانتشالهم من فقرهم، وتوفير دخول ثابتة لهم ناتجة من مشاركتهم في العمل.. وهذا صحيح، ولكن الصحيح أيضا أن عدد الفقراء لدينا في ازدياد، ونسبة من يعيشون تحت خط الفقر في ارتفاع منذ نحو عقدين من الزمان..

وهذا يعنى أن ما نفعله للفقراء لا يكفى، سواء كان ذلك ما نقدمهم من مساعدات لهم بشكل شخصى مباشر، أو ما تقوم به الجمعيات الأهلية، أو أيضا ما تقوم به الحكومة من جهد يتمثل في زيادة الدعم العينى والتقدم في الموازنة، بل وابتكار أشكال جديدة للدعم مثل معاش تكافل وكرامة.

ففى ظل كل هذا الدعم الذي نقدمه للفقراء تجاوزت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر ٢٨ في المائة، طبقا لإحصائيات جهاز التعبئة والإحصاء عام ٢٠١٦، والأغلب أن هذه النسبة طالها الارتفاع بعد تعويم الجنيه وتخفيض دعم الطاقة والمنتجات البترولية.
 
إذن نحن -حكومة ومجتمع مدنى ومواطنين- نحتاج لرؤية مختلفة لاستهداف الفقراء وتقديم الدعم لهم..

ولنتذكر أن هذا ليس واجبا دينيا لنا، مسلمين ومسيحيين، وإنما هو قبل ذلك واجب وطنى.. فإن من لا يرعون فقراءهم، لا يجيدون حماية أمنهم القومى ، وكل عام والجميع بخير، مسلمين ومسيحيين.
الجريدة الرسمية