عباس محمود العقاد يكتب: بأي حال عدت يا عيد
في مجلة الأزهر عام 1961 كتب الأديب عباس محمود العقاد مقالا عن الأطفال وعيد الأضحى قال فيه: ما إن يقترب العيد حتى أتذكر قول المتنبي «بأي حال عدت يا عيد.. بما مضى أم لأمر فيك جديد».
ولي ذكريات في الطفولة مع العيد أتذكر منها أن تهانى العيد في الريف والصعيد تبدأ بعد مغرب الشمس في اليوم السابق للعيد وهو يوم الوقفة.
لكن التهاني في ذلك اليوم مقصورة على الجارات القريبات من المنزل لأن الغالب منهن يذهبن صباح العيد مبكرات إلى القرافة لتوزيع الصدقات على أرواح الأموات.
وتتبادل الجارات صناعة الرقاق وصناعة الخبز الجاف من أجل فتة العيد، هذا إلى جانب تبادل عبارات، "يعود عليك كل سنة بالخير أنت وأولادك والحاضرين والغائبين"، وقبيل المغرب هناك الاستحمام وارتداء الملابس الجديدة وسماع الصياح «يا وله يا مسخوط ادخل الحمام».
وكنت دائما أغضب من موشح كل عيد وأنا طفل ومن ذلك ثورة أمى المستمرة وصياحها وازدحام الجارات حولنا، وقد خطر لى يوما أن رفضت كسوة العيد وذهبت صباح العيد إلى صلاة العيد ثم حضور ذبح الأضحية في بيت جدتى لأمى وأنا أرتدى ثوبى القديم.
فلما دخلت على جدتى وكانت ضريرة وقالوا لها أننى لم أرتد كسوة العيد الجديدة قالت لى: ألم يحضروا لك ثيابا جديدة؟ قلت بلى أنهم أحضروها لكنني أبيت أن آخذها من يد ابنتك، لأنها تزعق وتشتمنا كثيرا.
ربتت جدتى على كتفى وقالت: أنت العاقل يا عباس تقول كده، أن أمك لا تكرهك ولا تدعو عليك لكنها تمنع عنك وأخوتك عين الحسود وهؤلاء إذا شهدن أمارات السخط من أمك بدلا من علامات الفرح أو الرضا بطل الحسد وسلم الصغار وأمهاتهم من عيون الحاسدات خاصة في البيوت التي تحضر أضحية العيد.
من أسماء عيد الأضحى التي تختلف من دولة إلى أخرى.. يوم النحر، العيد الكبير وهو عند أهل مصر وفلسطين والأردن والمغرب وتونس والعراق وليبيا والجزائر، عيد الحجاج ويطلق في البحرين والسعودية.
أن وقفة ذى الحجة وهى وقفة عرفات تأثر بها إخواننا المسيحيين فيما يتعلق بالأعياد وقد سمعنا من بعضهم من يطلق اسم الوقفة على اليوم السابق لعيد القيامة لأنها اكتسبت معنى اليوم الذي يسبق العيد.
كل ما تحقق به السعادة العامة بين الجماهير من كان في خير وفى صحة فهو في عيد سعيد.