رئيس التحرير
عصام كامل

«فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله».. ماذا فعل النبي يوم عرفة؟

جبل عرفات
جبل عرفات

يشهد حجاج بيت الله الحرام، اليوم الإثنين، الركن الأعظم للحج بالوقوف على عرفات، وورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه خرج من منى إلى عرفات صباح اليوم التاسع من ذي الحجة، والصحابة معه بين تلبية وتهليل.


ثم نزل النبي - صلى الله عليه وسلم- في نمرة وجد فيها قبة من شعر قد ضربت فنزل بها حتى زالت الشمس فلما زالت الشمس أمر بناقته فرحلت له، ثم ركب -عليه الصلاة والسلام- حتى أتى بطن الوادي، يعني: وادي عرنة وخطب الناس خطبة طويلة عليه الصلاة والسلام وذكَّرهم بالله وبحقه، وبيَّن فيها ما قدمنا من وضعه أمر الجاهلية ووضعه الربا ووضعه دماء الجاهلية ووصيته للمسلمين بالنساء خيرًا وبيانه حق النساء على الأزواج وحق الأزواج على النساء، كما أوصى عليه الصلاة والسلام بكتاب الله وقال: إنكم لن تضلوا ما اعتصمتم به وفي رواية أخرى: بكتاب الله وسنته عليه الصلاة والسلام.

وبعدما فرغ من خطبته - صلى الله عليه وسلم- أمر بلالًا فأذن ثم أقام فصلى الظهر ركعتين، ثم أقام فصلى العصر ركعتين (جمع تقديم) وهذا هو السُّنة، للحجاج أن يصلوا الظهر والعصر قصرًا وجمعًا في أول وقت الظهر كما فعله المصطفى عليه الصلاة والسلام حتى يتسع الوقت للدعاء والذكر في عرفات.

ثم بعد ذلك تقدم إلى عرفات ووقف عند الصخرات أو جبل الدعاء ويسمى جبل الرحمة وجعل وجهه إلى القبلة عليه الصلاة والسلام، وجعل طريق المشاة بين يديه فلم يزل يدعو ويتضرع إلى الله رافعًا يديه حتى غابت الشمس، وقال لهم عليه الصلاة والسلام لما وقف عند الصخرات واستقبل القبلة قال: وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف، فدل ذلك على أن جميع أجزاء عرفة كلها موقف وأن الحاج يقف في أي جزء من عرفات ويكفيه ذلك.

ثم بعدما وصل مزدلفة صلى بها المغرب والعشاء، وكان في الطريق عليه الصلاة والسلام يحث الناس على السكينة وعدم العجلة، ويقول لهم في الطريق: السكينة السكينة فلما وصل، صلى الله عليه وسلم، مزدلفة أمر بالأذان فأذن ثم صلى المغرب بإقامة ثلاثًا وصلى العشاء بإقامة ركعتين، يعني: صلاهما بأذان واحد وإقامتين كما فعل في عرفات عليه الصلاة والسلام وهذا هو السُّنة للحجيج أن يصلوا المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، يعني: قصرًا للعشاء، أما المغرب فإنها لا تقصر ثلاثًا دائمًا في السفر والحضر، فيصليهما بأذان واحد وإقامتين، اقتداء بنبينا عليه الصلاة والسلام.

ثم بعد ذلك استراح عليه الصلاة والسلام ونام كما ثبت من حديث جابر حتى طلع الفجر، فلما طلع الفجر قام فصلى الفجر بأذان واحد وإقامة.
الجريدة الرسمية