رئيس التحرير
عصام كامل

ومتى يعود الحاج كيوم ولدته أمه (2)


العبرة في الحج أن يؤديه المسلم من ماله الحلال، وأن يترك لأهله ما يكفيهم حتى يعود إليهم، فلا يتركهم عالة يسألون الناس، وأن يكون ماله مبرأً من كل شبهة، بما فيها الوساطة والمجاملة أو استغلال المناصب والنفوذ..فكيف نقبل في الحج وهو الفريضة الواجبة ما نرفضه في أبسط معاملاتنا اليومية؟! 


وكم عدد من يؤدون الحج أو العمرة من مال غيرهم- أيًا ما تكن طبيعة هذا الغير- وهم قادرون على ذلك من حر مالهم.. وهل يحاسب على فوات الحج من لا يملك نفقاته، أو يغني من يعولهم عن السؤال حتى يرجع.. أليس الله يحب الرفق في الأمور كلها، وقال عز وجلَّ "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت".

ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لسائله عن وجوب الحج مكررًا سؤاله ثلاث مرات: "أفي كل عام يا رسول الله.. فأجابه المصطفى: لو قلت نعم لوجبت".. ما يعني قطعًا أنها ليست واجبة في كل عام حتى لمن استطاع إليه سبيلًا.. وهو ما يضاعف تعجبنا من من يلزم نفسه بشيء لم يفرضه الله عليه، حارمًا نفسه وأهله من أبواب واسعة للخير بل لإنها أعظم من ذلك التكرار..

ورب حاج تعددت زيارته للبيت الحرام وسعيه وطوافه، وقد رد الله عليه حجه أو عمرته، وحين ذهب ملبيًا يقول "لبيك اللهم لبيك".. جاءه النداء "لا لبيك ولا سعديك".. فالعبرة هنا بصفاء القلوب وإخلاصها وبالمال الحلال وليس بالنحر والإسراف.
الجريدة الرسمية