هو الدين بيقول إيه ؟.. «دعم تركيا» ملعب الصراع الجديد بين الإخوان والسلفيين..الإرهابية تزايد على الدعوة السلفية أمام الإسلاميين.. وردود نارية من «النور» بسبب تلاعب الجماعة بالفتوى
اندلعت أزمة الليرة التركية، وتعامل معها أردوغان بطريقته، ولاتزال في الملعب، وليس سهلا التكهن بنتائجها بعد، إلا أن أكثر مفارقتها إثارة، الصراع الذي اندلع بين التيارات الدينية، حول شرعية الدعاء للاقتصاد التركي والحشد له، باعتبار تركيا دولة مسلمة، والدفاع عنها واجب شرعي.
وكانت المزايدات التي تلقى بها جماعة الإخوان الإرهابية، على كاهل الدعوة السلفية وحزب النور، والطريقة التي رد بها النور تحديدا، من البراهين التي تكشف كيف يُستخدم الدين بشكل مبتذل في خلافات الإسلاميين.
الحرب على الدعوة السلفية والنور
خلال الفترات الماضية، ظهرت عشرات الفيديوهات التي قام بإنتاجها أتباع جماعة الإخوان الإرهابية، للتعريض بحزب النور والدعوة السلفية، وجرهما إلى ملعب الفتوى، للمزايدة عليهما أمام جمهور الإسلاميين، وهي اللعبة التي كشفها النور مبكرًا، وأصدر هو الآخر الكثير من المقالات والتصريحات عبر كتيبة الصفحات المنتشرة له على السوشيال ميديا.
وقال الحزب في أحد في ردوده، التي ألح عليها العديد من أعضائه، لمواجهة كتائب الإخوان الإلكترونية، التي تتاجر بمواقفها أمام الإسلاميين: لماذا يجب أن نشرعن دعم الاقتصاد التركي دون غيره من الدول الإسلامية كمصر، التي تعرضت لأزمات اقتصادية وما زالت، ولماذا يعتبر البعض أن مساعدة الاقتصاد التركي مطلوب شرعا، بينما هدم الاقتصاد المصري مطلوب شرعا كذلك.
واستمر الحزب في التلاعب بالإخوان وزاد في جرها إلى المربع الذي يريد: لماذا يعتبرون أزمة تركيا مؤامرة، بينما أزمات غيرها فشلا، ولماذا لجؤوا لنظرية المؤامرة فقط كتفسير وحيد للأزمة، بينما تتحدث تقارير اقتصادية عن أخطاء هيكلية في السياسة والاقتصاد التركي بما ساعد على اشتعال الأزمة سريعا.
المزايدة بالدين
وأضاف الحزب: لماذا يعتبرون احتجاز قس أمريكي لمقايضته بجولن عملا بطوليا، ويرون أن انتقادات المنظمات الدولية الحقوقية للأوضاع في تركيا مؤامرة، بينما يعتبرون هذه التقارير في حق الأنظمة العربية الأخرى فضيحة لهذه الأنظمة؟.. وأضاف : هل الغرب حر ويدافع عن المظلوم، أم متآمر ويسيس حقوق الإنسان، وهل الأمر حسب الهوى والمزاج، فمن ينتقد تركيا يكون متآمرًا، أما لو انتقد مصر والسعودية فيكون حرا وشجاعا.
وتابع النور ردوده النارية على انتهازية الإرهابية: لماذا تكون مساندة تركيا ضد أمريكا جهاد ضد الغرب الصليبي، بينما مساندة كندا ضد السعودية مساندة للعالم الحر وحقوق الإنسان، ولماذا تصورون تحالف تركيا مع أمريكا في كل حروبها بما فيها أفغانستان ــ التي ذكر أردوغان أنه حارب فيها مع أمريكا أهل الشر ــ والعراق على أنها شراكة وندية، بينما تصورون التحالف السعودي والمصري مع أمريكا بالخيانة والعمالة.
وتابع النور: لماذا تبررون العلاقات الكاملة التركية الإسرائيلية، بينما تكفرون أو تخونون أنظمة أخرى بزعم نيتها التطبيع مع إسرائيل، فتبررون لأناس فعلتهم، وتتهمون آخرين بنيتهم المزعومة، وأردف: لماذا تتهمون الرئيس السيسي بدعم بشار دون أدلة، عندما تستضيف القاهرة فصيلا من المعارضة السورية التي تصنفها معتدلة، وتحملونه كل ويلات الحرب السورية وهو لا ناقة له فيها ولا جمل، ثم تغضون الطرف عما حدث في حلب والغوطة وغيرها، بتواطؤ النظام التركي وصفقاته مع الروس والإيرانيين !
المتاجرة أبرز صفة في الإخوان
يرى جمال المنشاوي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن تلاعب الإخوان بالفتوى وتوظيفها بما يخدم مصالح الجماعة، يسيء للإسلام بشكل لا يمكن تصوره، موضحا أن المتاجرة بالدين، أصبح من الصفات التي تعبر عن الإخوان وقياداتها.
ويؤكد المنشاوي، أن الإخوان طوال تاريخها، وبعيدا عن محاولة اللعب على المكشوف لتجريس التيارات الدينية المتصارعة معها، كانت توظف الدين وفقا لمصلحة الجماعة والتوجه الذي يدين به قادتها، موضحا أن لديها كتائب من الدعويين الذين يزينون لها هذا الطريق، ويشرعنون التلاعب بالدين من أجل السياسة، وهو ما يقوى من المطالبات بحلها وإبعادها للأبد عن الحياة السياسة والعامة، بحسب وصفه.