رئيس التحرير
عصام كامل

الصوفية تستعد لساحات «الأضحى» في غياب الإخوان والسلفيين.. يتوافد عليها الآلاف في صمت.. التكبير وزيارة أضرحة «آل البيت والأولياء» أشهر طقوس العيد.. الحسين والسيدة زينب أهم ملتقى لتج

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بدأ العد التنازلي لحلول عيد الأضحى المبارك، وبين العديد من المشاهد التي يهتم بها المصريون «صلاة العيد» التي استحوذ على الأضواء فيها مؤخرا الإخوان والسلفيين، بسبب حلقات الصراع بينهما لاقتناص التركة كاملة، ورغم غيابهما عن المشهد، إلا أن «الصوفية» لازالت تعمل في صمت وتجهز ساحاتها، التي يتوافد عليها الآلاف من المريدين وأتباع الطرق لنيل بركة الأولياء، دون أدنى ضجيج إعلامي.


تكبير وزيارة أضرحة الأولياء

بعكس الشائع عن الصوفية، تحيي الطرق الشعيرة بتقاليد شبه متطابقة مع المسلمين جميعا، عبر المشاركة في تكبيرات العيد، من خلال كل شيخ طريقة، بداية من يوم عرفات، ويكون الحال كذلك طوال أيام العيد، بجميع مقرات الطرق الصوفية، وتزيد عليهم فقط زيارة آل البيت والأولياء، وذلك في اليوم الأول للعيد، وتكثر الزيارات بالقاهرة لضريح الإمام الحسين، والسيدة زينب، والسيدة عائشة.

ولا يختلف الأمر كثيرًا في المحافظات، بداية من الإسكندرية التي تملك فيها الطرق، نحو 24 ساحة، تقام فيها دائما حلقات الذكر والعبادة بمختلف المناسبات، بداية من الساحة الشهيرة لمسجد «أبو العباس المرسي» أحد علامات الإسكندرية، ومن عروس البحر للأقصر، أحد أهم معاقل الصوفية في مصر، والتي تستقطب عشرات الآلاف من المريدين والمحبين سنويا، لصلاة عيد الأضحى في بساحاتها، وعلى رأسها «الرضوانية»، وهي منصفة ضمن أكبر ساحات الصوفية في مصر.

والرضوانية لاتستقبل ابناء الصوفية فقط، بل يستهدف زيارتها سنويا في العيد، العديد من المسئولين وكبار الشخصيات، خاصة أن لها تاريخ في التأثير السياسي، منذ زمن الرئيس جمال عبد الناصر، وتأتي بعدها مباشرة ساحة «الشيخ الطيب»، وهي تنسب إلى جد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والكائنة في منطقة القرنة غرب الأقصر، وهي من أهم الساحات صاحبة التأثير الكبير، ويترأسها حاليا شقيق شيخ الأزهر.

الصعيد «صوفي»

ومن الأقصر للصعيد، وتحديدا سوهاج، التي تُخصص ساحات الصوفية فيها لممارسة شعائر صلاة العيد حسب الهوى الصوفي، الذي يتخذه أغلب أبناء المحافظة طريقا دينيا لهم، ومعظمهم ينتمون بشكل أو بآخر إلى الطرق الصوفية، لذا حجم الإقبال على الساحات الصوفية في الأعياد، من الأعلى كثافة على مستوى الجمهورية، كما يقصد هذه الساحات الغرباء عن المدينة، وتستقبلهم بترحاب وود.

ومن سوهاج إلى قنا، التي تستحوذ الطريقة الرحيمية فيها على حصص الشعبية الأولى بالمحافظة، وبجوارها تبقى ساحات «الشريف» و«الإشراف» في خدمة أبناء الطرق في عيد الأضحى.

في مدن بنى سويف، تتلألأ ساحة «السيدة حورية» ويتجمع فيها جميع محبي آل البيت لصلاة العيد، ومن المدينة التي لا تظهر فيها كثيرا الطرق الصوفية، إلى انتشار العديد من الساحات في القرى، التي تفتحها أبوابها على مصراعيها للصلاة، وزيارة الأولياء، أما سيناء ورغم الإرهاب الداعشي، ومحاولات محاصرتها بالتطرف والعنف، إلا أن أرض الفيروز لم تغفل الصوفية صلاة العيد، وتستعمل الطرق صاحبة التاريخ الكبير، مثل الجريرية والعلاوية والشاذلية، ساحاتها لصلاة الأضحى، ويقود المشايخ الصلاة كل على حدا.

الجريدة الرسمية