5 مواقف لـ «كوفي عنان» مع العرب.. فشل في منع الحرب على العراق.. وإخفاق في تنفيذ خطة سلام في سوريا.. خيب آمال الفلسطينيين.. واتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله «كلام على ورق
«آسف لعدم التمكن من تجنب حرب العراق، وحزين لفقدان أصدقاء في تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد، واعتزاز بفتح أبواب المنظمة أمام ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص»، ذلك كان جزء من أهم مقولات «كوفي عنان» الدبلوماسي الغاني، ولخصت حصيلة 10 أعوام قضاها على رأس الأمم المتحدة، حيث شغل منصب الأمين العام السابع للأمم المتحدة من عام 1997 إلى عام 2006، فهو أول أفريقي أسود يتولى المنصب، واليوم وافته المنية عن عمر 80 عاما.
إنجازاته
في الوقت الذي تضاربت فيه الآراء حول شخصية كوفي عنان وشعبيته، وما الذي استطاع أن ينجزه وما لم يستطع _يرى العديد من المراقبين أن «عنان» لا يتمتع بشعبية عالية في العالم العربي، خاصة في ضوء مواقف الأمم المتحدة من الصراع العربي الإسرائيلي، فبالفعل بعض المهام أنجزت «بدرجة عالية» من المهنية، وبعضها الآخر بدرجة «متوسطة»، هذا ما أوضحته أيضًا «فريدريكا باور» مؤلفة كتاب عن السيرة الذاتية لـ«عنان»، وفيما يلي استعراض لأشهر 5 مواقف لكوفي عنان مع العرب.
العراق
بالرجوع إلى ولايته الأولى وتحديدًا في فبراير 1998 يبرز الأمين العام في وسط الأحداث المتسارعة المحيطة بالشرق الأوسط حينها، حيث استطاع تفادي ضربة أمريكية وشيكة للعراق عندما تمكن من إقناع صدام حسين بالسماح لمفتشي الأسلحة النووية التابعين للأمم المتحدة بالعودة إلى العراق.
النفط مقابل الغذاء
كما ترأس أول فريق للتفاوض مع العراق بشأن برنامج «النفط مقابل الغذاء»؛ ليصل إلى الاتفاق مع العراق سنة 1995، وتم البدء في تطبيقه أواخر عام 1996، وحافظ الجانبان على استمرار هذا البرنامج، ورغم أن بغداد أوقفت صادراتها النفطية في يونيو 2001 لمدة شهر واحد احتجاجًا على ما يعرف بـ«العقوبات الذكية» التي اقترحتها الولايات المتحدة وبريطانيا لإعادة تنشيط العقوبات المفروضة على بغداد منذ أكثر من عقد من الزمان، إلا أن الاتفاق الذي يجدد كل 6 أشهر استأنف بعد ذلك.
لبنان
في نفس الجولة التي نظمها في الشرق الأوسط في فبراير عام 1998، حصل «عنان» على اتفاق لرفع الحصار الخانق على لبنان إلى جانب ضمانات بشأن تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان الذي نص عليه قرار مجلس الأمن.
ولم يكتب لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله الذي رعته الأمم المتحدة التوفيق أيضًا، وانهار بسبب افتقاد الأمم المتحدة للتفويض والقدرة اللازمتين لنزع سلاح الميليشيا الشيعية في لبنان.
الأزمة السورية
وفيما يخص الأزمة السورية قدم «عنان» خطة لإنهاء الأزمة أثناء كونه المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا، ووافقت الحكومة السورية ومجلس الأمن على الخطة في مارس 2012.
وشملت الخطة الالتزام بالعمل مع «عنان» من أجل عملية سياسية شاملة يقودها السوريون، والالتزام بوقف جميع أعمال العنف المسلح بما في ذلك وقف استخدام الأسلحة الثقيلة وسحب القوات ووقف تحركات قوات الجيش باتجاه المناطق المأهولة بالسكان، وتطبيق هدنة يومية لمدة ساعتين للسماح بإدخال المساعدات من جميع المناطق المتضررة من القتال.
كما شملت الخطة الإفراج عن جميع من جرى اعتقالهم تعسفيا بمن فيهم المعتقلون لقيامهم بنشاطات سياسية سلمية، الاتفاق على ضمان حرية الحركة للصحفيين في جميع أنحاء البلاد وتبني سياسة لا تقوم على التمييز بشأن منحهم تأشيرات لدخول البلاد، وأخيرا الاتفاق على حرية تكوين المؤسسات وحق التظاهر السلمي على أنها حقوق مضمونة قانونيا.
فشل الخطة
وفي 2 أغسطس 2012، أعلن بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة السابق، أن كوفي عنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية، قرر عدم البقاء في هذا المنصب بعد انقضاء سريان تفويضه، واشتكى «عنان» من أنه لم يحصل على الدعم المطلوب من المجتمع الدولي، مشيرا إلى عدم وجود توافق بين أعضاء مجلس الأمن، ما حال دون نجاح خطته للسلام.
القضية الفلسطينية
ولم يتمكن «كوفي» من تقديم شيء في القضية الفلسطينية، فقد أهتم قبل نهاية ولايته الثانية بـ4 أشهر بزيارة الأراضي الفلسطينية، ولم تشكل الزیارة أي تغيير في أوضاع المنطقة، إنما كانت زيارة مجاملة وخجولة، ولم تقم بأي دور ملموس لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطینیة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطیني، وھو ممثل للشرعیة الدولیة.
القارة الأفريقية
وبعد أن قدم «كوفي» استقالته من الأمم المتحدة قرر التفرغ للعمل الإنساني لصالح القارة الأفريقية، اعتزم تأسيس مؤسسة إنسانية يُشرف عليها انطلاقا من مقره في كل من غانا بلده الأصلي، وجنيف حيث سيستقر مع زوجته.