أولى مشكلات تطوير التعليم!
نبهنا من قبل أكثر من مرة إلى أن مشروع تطوير التعليم لم يستوف الجاهزية بعد لبدء التطبيق.. أنا هنا لا أناقش جوهر المشروع أو التطوير المنشود، وإني أتحدث عن أن الاستعداد غير كافِ للتنفيذ.. وكانت هذه التنبيهات لا تلقى أذانا صاغية من أحد، سواء الوزير، ربما للدعم السياسي الذي كان يحظى به هو ومشروعه للتطوير..
لكن ها هو يواجه عمليا أولى هذه المشكلات التي نبهنا إليها بتأجيل الدراسة في السنة الأولى الابتدائية ومدارس رياض الأطفال ثلاثة أسابيع بسبب تأخر برنامج تدريب المدرسين.. فحتى الآن لم يتم سوى تدريب ألف مدرس فقط، بينما نحتاج أضعاف هذا العدد.. والأرجح أن الثلاثة أسابيع لن تكفي لزيادة ملموسة في عدد المدرسين المتدربين على المناهج الجديدة، نظرا لأن هناك نحو أسبوع إجازة بمناسبة عيد الأضحى!
لو كان مسئولينا يسمعون ما يقال ويقرأون ما يكتب لكان حالنا أفضل، ولكان في مقدورهم تصحيح الأخطاء أولا بأول، ولتُغلبوا أسرع على ما يواجهنا من مشكلات.. النوايا الطيبة وحدها لا تكفي وحماس المسئول لأفكاره أيضا لا يكفي.. والدعم السياسي للمسئول لا يغنيه عن آراء أصحاب المصلحة، وهم هنا أولياء الأمور والمدرسون.
مجددا نكرر التنبيه.. مشروع تطوير التعليم يواجه نقصا في جاهزية الاستعداد له قبل تطبيقه، ليس فقط ما يخص تدريب المدرسين، إنما أيضا ما يخص أبنية المدارس وجاهزيتها، خاصة في القرى والنجوع والأحياء الفقيرة، وهي التي تستأثر بالنسبة الأكبر من التلاميذ الذي سيُطبق عليهم هذا العام مشروع تطوير التعليم.. وهذه المشكلات تحتاج إلى حلول تتجاوز مجرد تأجيل الدراسة ثلاثة أسابيع.