ملف حرق الكنائس يعود للواجهة من جديد.. نجيب جبرائيل يُقيم دعوى جنائية دولية ضد الإخوان.. يُطالب بتعويض 5 مليارات يورو عن إحراق 24 كنيسة بعد عزل مرسي.. ويؤكد: «هيومن رايتس» وثقت الجرائم
عاد ملف حرق الكنائس للواجهة من جديد بعد إقدام نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، بالاشتراك مع منظمات دولية أخرى، في تحريك دعوى جنائية دولية ضد جماعة الإخوان الإرهابية، للمطالبة بتعويض 5 مليارات يورو عن حرق 42 كنيسة مصرية، مدعما بتقارير دولية تنسب عملية إحراق الكنائس للإخوان.
انتهاكات موثقة دوليًّا
هناك تقارير دولية تدين الإخوان وتنسب ما حدث لهم، وعلى رأس هؤلاء منظمة «هيومن رايتس ووتش» التي طالبت السلطات المصرية آنذاك باتخاذ الخطوات اللازمة لحماية الكنائس والمؤسسات الدينية ضد هجمات من وصفتهم "بالغوغاء من الإسلاميين" في أغسطس عام 2013.
وكان عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي قد صاحبة حالة من الانفلات، تبع ذلك عمليات حرق ممنهجة، وسرقة ونهب عشرات الكنائس والممتلكات المسيحية في جميع أنحاء البلاد، وأسفرت هذه الاعتداءات الهمجية عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل.
وبعد فض اعتصام رابعة العدوية، هاجم إسلاميون 42 كنيسة في محافظات المنيا، وأسيوط، والفيوم، والجيزة، والسويس، وسوهاج، وبني سويف، وشمال سيناء، ووقتها خرج جو ستورك، القائم بأعمال مدير منطقة الشرق الأوسط في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، واتهم أنصار الإخوان بالتسبب فيما يحدث من ترهيب للمواطنين المسيحيين.
التحريض على الأقباط
لم يكن خافيا على المنظمات الدولية الاتهامات التي وجهت للمواطنين المصريين المسيحيين من الجماعة وأنصارها، بالتسبب بشكل رئيس في الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، لذا كان بعضهم يهدد على الهواء بمهاجمة الكنائس في شتى ربوع البلاد.
وكانت الهجمات على الكنائس، سبقها خطاب طائفي مَقيت من قبل أنصار الجماعة، خلال اعتصامي رابعة والنهضة، وحفزت المنصات وقيادات الإخوان والتيارات الدينية جميع المشاركين في الاعتصام بضرورة الاستشهاد فداء للدين، باعتبار الرفض السياسي لمرسي، ليس أكثر من هجمة تستهدف الدين الإسلامي نفسه.
كما اجتهدت آلة السوشيال ميديا الإخوانية، واعتمدت ضمن خططها للتحريض على جميع القوى السياسية والمجتمعية، الزج بالكنائس في المنشورات التحريضية، وهو ما رصدته المؤسسات الدولية، وضمنت «هيومن رايتس» في تقريرها عن حرق الكنائس، منشورات للصفحات الرسمية لحزب الحرية والعدالة المنحل، وخاصة فرع حلوان بالتحريض على البابا جيلان، الزعيم الديني للمجتمع القبطي المصري، واتهامه بالمساهمة والتخطيط في تحريض المسيحيين للتظاهر ضد مرسي، مما أدى لاختباء عشرات الأسر المسيحية، خوفًا من البطش بهم، وبعضهم لجأ لعمليات هجرة جماعية خارج البلاد.
تورط الإخوان
يرى بعض خبراء الإسلام السياسي، أن الهجمات التي استهدفت الكنائس، بعضها تورط فيها أعضاء الإخوان، والبعض الأخر نفذته العناصر الداعشية انتقاما للإخوان أيضا، حسبما يقول سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية.
ويضيف سامح عيد: "داعش كانت تخطط لاستهداف الأقباط، وشاركت في تنفيذ مثل هذه العمليات الإجرامية، لإحداث وقيعة بين الدولة المصرية والكنيسة، فضلا عن تشويه صورة مصر في الخارج، وضرب أي مساعي للاستثمار فيها، بما يؤثر في النهاية على قوة النظام الحاكم".