السيسي يفتتح أكبر مجمع صناعي للأسمنت والرخام والجرانيت ببني سويف.. ويؤكد: أنجزنا المشروع الضخم في عام ونصف.. الرئيس يكلف الحكومة بمراجعة الفلاتر وتطبيق الاشتراطات البيئية.. وافتتاح خطي إنتاج بالعريش
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتاح عدد من المشروعات القومية العملاقة بمحافظة بني سويف، اليوم الأربعاء، أهمها المجمع الصناعي لإنتاج الأسمنت والرخام، والذي يعد الأكبر من حيث الطاقة الإنتاجية في مصر والشرق الأوسط.
الحضور
حضر الافتتاح رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الدكتور مصطفى مدبولي، والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة. وبدأ الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ الشيخ أيمن عقل.
تنفيذ مشروعات عملاقة
عقب ذلك أكد اللواء مصطفى أمين مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية تنفيذ هذه المشروعات العملاقة وهى مجمع مصانع الأسمنت والرخام والجرانيت على أرض بني سويف، حيث توافرت في هذا الموقع كافة عوامل ومدخلات الإنتاج اللازمة، تماشيا مع متطلبات تنفيذ خطط التنمية الشاملة في مصر ودعما لمشروعات الإسكان والتعمير ومشروعات المرافق والبنية الأساسية وبناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في مايو 2016.
خطوط الإنتاج
وأضاف أن الرئيس السيسي وجه بزيادة عدد خطوط الإنتاج بمجمع العريش للأسمنت إلى 4 خطوط بإضافة خطين جديدين، واليوم تقدم شركة العريش للأسمنت والشركة الوطنية للأسمنت ببني سويف التابعتين لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية هذه الإنجازات الضخمة التي نفذها الجهاز في 21 شهرًا بالتعاون مع شركة (سي دي أي) الصينية وشركة بدرين الإيطالية وإدارة المشروعات الكبرى بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وأوضح أنه منذ أكثر من 100 عام وتحديدا في 1911 كانت مصر من أوائل الدول التي أقامت صناعة الأسمنت على أرضها، حيث أقيم أول مصنع بمنطقة المعصرة بقرب مدينة حلوان، وفي عام 1927 تأسست شركة أسمنت بورتلاند بطرة، وفي عام 1929 تأسست شركة أسمنت حلوان، وتوالى تأسيس الشركات المصرية لإنتاج الأسمنت ليصل عدد المصانع المنتجة للأسمنت حتى عام 2017 لنحو 23 مصنعا، يساهم القطاع الخاص بنحو 80% من الإنتاج المحلي، فيما يساهم القطاع العام والأعمال بنحو 20% منه.
حجم الإنتاج
اللواء مصطفى أمين، مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية قال إنه خلال العشر سنوات الماضية لم يسجل حجم الإنتاج الفعلي من الأسمنت تطورا مناسبا يتواءم مع متطلبات الاستهلاك المحلي، لذلك تأرجحت معدلات الاستهلاك المحلي خلالها قصرا حول معدلات الإنتاج الفعلي، ففي عام 2013 بلغ الإنتاج المحلي الفعلي 50.8 مليون طن، وبلغ حجم الاستهلاك 50.1 مليون طن، وفي عام 2015 بلغ حجم الإنتاج المحلي الفعلي 54.1 مليون طن وبلغ الاستهلاك 53.9 مليون طن، أما في عام 2017 فقد بلغ الإنتاج المحلي الفعلي 54.9 مليون طن، بينما بلغ حجم الاستهلاك 53.8 مليون طن.
توفير العملة الصعبة وفرص العمل للشباب
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء أن الحكومة تسعى لتلبية مطالب السوق المصري، حتى تُخَفَّض فاتورة الاستيراد من الخارج، وبالتالي إنتاج العديد من الموارد التي تحتاجها الدولة، لافتًا إلى توفير جزء كبير من العملة الصعبة التي تنفقها الدولة على استيراد المستلزمات، ما ينعكس على استقرار العملة، وتوفير فرص عمل للشباب.
وقال الرئيس السيسي خلال افتتاح المجمع الصناعي لإنتاج الأسمنت والرخام في بني سويف: «الدولة فكرت منذ سنوات طويلة في خصخصة شركات قطاع الأعمال وشركات القطاع العام في وقت ما، وهذا أمر جيد جدا، وكانت توجد فكرة أن يكون هناك شكل من أشكال التوازن ما بين القطاع العام والسوق في مصر، حتى تضبط آليات السوق الحر، وهناك عناصر كثيرة ستساعد على ضبط هذا السوق، ونحن نمتلك جزءًا من تلك العناصر، ونسعى لامتلاك باقي العناصر».
توفير 200 فرصة عمل مباشرة و10 آلاف غير مباشرة
وأضاف: «ما نفتتحه اليوم هو جزء من الدولة، وليس شيئا منفصلا عنها، وتلك تجربة أود أن أنقلها لزملائنا في الحكومة وقطاع الأعمال والاستثمار.. فإذا استطعنا تلبية كل مطالب السوق المصري سيعد ذلك فرصة كبيرة لنا في أمور كثيرة، حيث ستقل للغاية فاتورة الاستيراد من الخارج لأننا سننتج العديد مما نحتاجه، وسنوفر جزءًا كبيرًا من العملة الحرة وسنوفر فرص عمل للشباب في هذا المشروع الذي يوفر نحو 2000 فرصة عمل مباشرة، و10 آلاف فرصة عمل غير مباشرة».
مجمع الرخام يوفر 3 آلاف فرصة عمل في الصعيد
وأشار السيسي إلى أن مجمع الرخام سيوفر تقريبا 3 آلاف فرصة عمل في الصعيد، حتى يخرج المشروع بهذا الشكل، وهناك مسار تقليدي تسير عليه الدولة، ومواصفات فنية تُطْرَح على الشركات، وبدورها تقدم الشركات مواصفاتها حتى يتم تقييمها، وتشكيل مناقصة سعرية، وتقدم الشركات تلك المناقصات، والمقارنة بين المواصفة الفنية والسعرية، فهذا الإجراء سيستغرق من عام ونصف إلى عامين حسب طبيعة المشروع.
وقال الرئيس السيسي: «سأتحدث عن مجمعات الرخام، قلت لهم لا تسيروا بالطرق التقليدية لأنكم بذلك ستأخذوا 3 أو 4 أو 5 سنوات لافتتاح أي مشروع، ونحن لا نملك الوقت، فاليوم لدينا أكثر من 120 شركة قطاع أعمال، وسيتم حل كافة الصعوبات لتطوير هذه الشركات».
وأضاف: «من حق الـ100 مليون مصري علينا أن ننجز احتياجاتهم بسرعة، وأقول ذلك الكلام للعاملين في شركات قطاع الأعمال، فهذه الشركات قوة اقتصادية مضافة لمصر.. ممكن أن يقول لي أحد إن قطاع الأعمال يحتاج 150 مليار جنيه لتطويره، وما المانع؟، هل سنظل كذلك، أنا أقول ذلك الكلام لنفسي قبل أن أقوله للحكومة، هذه قضية يجب حلها ويجب أن نتخلص من ذلك الإرث.. فعندما قمنا ببناء ذلك المصنع قالت الشركة إن تنفيذه سيستغرق 36 شهرًا، ولكننا وصلنا في النهاية إلى تنفيذه فعليا في نصف هذه المدة.. ذلك كان تحديا كبيرا، وتم إنجاز المشروع في سنة ونصف، وبـ6 خطوط إنتاج، مع ملاحظة أن المنتج الجديد سيكون من أفضل أنواع الأسمنت في مصر والسوق».
طرح أسهم شركات الأسمنت في البورصة
وتابع الرئيس: «لقد اتخذنا قرارا بطرح أسهم هذه الشركات في البورصة، وأقول للمصريين إننا نقوم بذلك لكي تشاركوا مع الدولة في مشروعات يعود عائدها إليكم.. فالرخام في مصر هو منتج موجود في محاجرنا وقطاعه لم يُنَظَّم بالشكل المناسب حتى الآن، ويجب النظر للمدة الزمنية لإنشاء هذه المصانع بهذا الحجم وهذا المستوى والتي وضعنا فيها كل الاشتراطات».
التشديد على تطبيق الاشتراطات البيئية والصحية في إنشاء المصانع
وأضاف السيسي: «طالبت الحكومة ووزارة بمتابعة حالة الفلاتر الموجودة في المصانع لأنها لو لم تتغير بشكل مستمر وتجديدها ستصبح ملوثة للبيئة، فيجب تطبيق كل الاشتراطات البيئية لها.. يجب إنشاء المصانع وفقا للاشتراطات الصحية والبيئية، وقد وجهت الحكومة ووزارة البيئة بضرورة أن يكون هناك مرور حاسم وبإجراءات على هذه المصانع، لأننا لا نريد أن تسبب أعمالنا في بني سويف أي أذى لأحد، ولن يحدث ذلك إلا إذا كانت كل الاشتراطات مطبقة».
وأوضح السيسي أن مجمعات الرخام ممكن أن تكون أغلى من أي قطاع خاص يرغب في إنشاء مصنع للرخام بأقل تكلفة ممكنة، «لكننا نريد إنشاء مصانع ليس بأقل تكلفة فقط، ولكن بتطبيق الاشتراطات الكاملة أيضا، إذا كان لابد من وجود محطات معالجة ضمن المشروع لابد من توفيرها على الفور لأن نواتج هذه المشاريع لا يمكن أن نسمح بأن توجه على شبكات الصرف الصحي أو الصناعي إلا إذا كانت طبقا للمواصفات العالمية والمعمول بها.. كنت آمل أن نسمح لوزيرة البيئة لتحدثنا عن مدى اطمئنانها من خلال أجهزتها على الاشتراطات التي تحدثت عنها».
%60 نسبة الفاقد في إنتاج الرخام بمصر
وقال الرئيس السيسي «مصانع الرخام لا تنتج رخاما بالوسائل التقليدية مثل التفجير والتكسير بمعدات ثقيلة، لكننا نستخدم وسائل بدون هدر.. فكل العالم المتقدم أو الصناعات المتقدمة في هذا المجال نسبة الفاقد ما بين 5 إلى 7 إلى 10%، وفي مصر كان الفاقد بنسبة 60% من محاجر الرخام، يعني بنرمي ثرواتنا وإهدارها، ولكن عند عمل المجمع مثلما يقول الكتاب فلا يوجد شيء اسمه إهدار ثروات مصر، وهناك مدينة للرخام نعمل فيها منذ عام في الجلالة، وخلال يناير إلى يونيو سنفتتح المجمعات الأخرى التي تنتج الرخام بأنواعه، سواء كان في أسوان أو المنيا أو في سيناء أو السخنة، سننشئ 6 مجمعات أخرى في مدينة الرخام في الجلالة للاستفادة من الرخام الموجود فيها».
وأشار الرئيس السيسي إلى أن القطاع الخاص يتعاون مع الحكومة في منطقة شق الثعبان التي تعد أكبر منطقة لصناعة الرخام في مصر، ولكن هذه المنطقة تتطلب إجراءات لتقنين أوضاع الناس المتواجدين فيها، ثم تنظيم المصانع والبنية الأساسية الخاصة بها، بما فيها محطات المعالجة لحجم المياه الخارج من هذه الصناعة.
وقال الرئيس: «ننشئ مصنعا للتشغيلات الفنية بحيث نمنع تلويث البيئة، وهذا يعني أن العالم المتقدم لا يفقد أي شيئ.. فأي أشياء صغيرة تدخل على ماكينات لاستخدامها مرة أخرى، وبالتالي لا يكون هناك فاقد أو تلويث للبيئة، كما ننشئ طريقا بطول 7 كيلو مترات لشق الثعبان يصل بطريق طوله 42 كيلو مترا إلى السخنة لكى نحل المسألة، وأريد من العاملين في شق الثعبان أن يكبروا ويستفيدوا ونقنن أوضاعهم ونحسن من ظروف التشغيل الخاصة بهم.. سأقول لكم شيئا لكى تعرفوا لماذا لم تنجح الأمور لدينا، هل تعرفون متوسطات مرتبات مصنع القومية للأسمنت؟.. من 12 إلى 14 ألف جنيه شهريًا».