لماذا يشن الإخوان هجومًا شرسا على وزير الأوقاف؟.. تصعيد ممنهج ضده بجميع وسائل إعلام الجماعة.. أغلق أوكار الإسلاميين وحاصر الفكر المتطرف فأصبح عدوهم الأول.. باحث: يمطرونه بالشائعات لإثارة اللغط حوله
حرب شرسة، وهجمات ممنهجة تشنها جماعة الإخوان الإرهابية منذ أسابيع، بجميع أذرعها الإعلامية، ضد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف الحالي، وواصلت الحملة تصعيدها خلال الأيام الماضية، واستخدمت فيها جميع من لهم خلفيات أزهرية، لضرب الوزير من على نفس الأرضية التي يقف عليها.
محاولة للإيقاع بين الوزير والأزهر
قبل أيام كان عصام تليمة، القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية، يحاول ضرب إسفينا بينه وبين الأزهر، زاعمًا أنه لم يعطه إذنًا له لكي يفتي، ولم يضع اسمه ضمن قوائم المصرح لهم بالفتوى، وزاد من هجومه، مؤكدا أن الوزير غير مؤهل للفتوى، ليس فقط بسبب عدم قانونية تصديه لهذه المهمة، كما أن اختصاصه الدراسي من كلية الدراسات الإسلامية والعربية، لا يؤهله لذلك، متهما إياه بالخلط بين الفتوى والتصريح.
لم يقف الأمر عند تليمة وحده، الذي يقدم برنامجًا للفتاوى على قناة مكلمين الإخوانية، بل كان محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف الأسبق، والموالي للإخوان الإرهابية، على موعد مع المشاركة في الحرب ضد «جمعة»، وهاجمه بشكل متتالٍ خلال الأيام الماضية ومن خلال منابر إعلامية متنوعة، وأعاد نفس الرسالة التي انطلق منها «تليمة»، واعتبر الصغير أن وزير الأوقاف أبعد ما يكون عن النظر في النواحي الفقهية أو الشرعية.
حملات تليمة والصغير، لم تستطع التخفى كثيرا وراء حجة الفتاوى، وإن كان الوزير مؤهلا لها أم لا، بل ظهرت سريعا حقيقة الحرب التي تشن على "جمعة"، بعدما كشف القيادي الهارب بحزب البناء والتنمية ـــ ذراع الجماعة الإسلامية ـــ سر الحملة الشرسة، وقفز سريعا لملف تضييق الأوقاف على بناء المساجد، وغلق الزوايا ومنع الإسلاميين من التجمع فيها، واعتبر أن هذه الإجراءات تخالف الشرع.
عدو الإسلاميين الأول
تكن الجماعات الإسلامية للوزير محمد مختار جمعة، حالة من الكره الشديد، بسبب منعه كل منفذ يمكن أن يعودوا منه للسيطرة على المساجد، فمن القرارات التي يتخذها إلى آراءه التي تظهر في جميع حواراته الإعلامية، أصبح القاصي والداني يعلم أن محمد مختار جمعة ـــــ اختلفت أو اتفقت معه ــــ يعتبر الإخوان رأس الأفعى للتنظيمات الإرهابية، لذا تقف قضية تجديد الخطاب الدينى، على رأس أولوياته، ومنها يقاتل لترسيخ الفهم الصحيح لمقاصد الدين، ولن يتحقق ذلك وفق إستراتيجيته إلا بمواجهة تيارات التطرف والتشدد الدينى.
اقتحام مناطق سيطرة الإسلاميين
يقول إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية: إن محاصرة الوزارة للمناطق النائية وتسيير القوافل الدعوية فيها، وفتح حوارات بواسطة الأئمة المؤهلين مع الجماهير، في مختلف القضايا الفكرية والدينية، جعل الدولة تملأ الفراغات التي كانت تعتبرها الجماعة وحلفاؤها من الكنوز الإستراتيجية لها.
يؤكد ربيع، أن زرع القيم الإسلامية السمحة، والولاء للوطن، والتعريف بخطر الجماعات الدينية، يجعل هذه التيارات المتطرفة، تتخذ من الوزير جمعة عدًوا لها، يجب محاصرته بجميع ألوان الشائعات، وإثارة اللغط حوله، لإخراجه عن تركيزه من الضربات التي يوجهها للتطرف يوما بعد الآخر، وهو ما يحدث الآن، موضحا أن الدولة بجميع مستوياتها تعلم الهدف من هذه الحملات الموجهة، ولن يكون لها أي صدى على الإطلاق، بحسب وصفه.