سمير أمين الذي رحل.. استفاد العالم منه ولم نستفد!
كثيرون قد لا يعرفونه.. وكثيرون سيقولون إنهم يسمعون عنه لأول مرة.. "إن الثقافة العربية بمفهومها الواسع خسرت خسارة فادحة برحيل الدكتور سمير أمين المفكر الذي انحاز إلى الفقراء وساهم في تنمية اقتصاديات دول فقيرة في أفريقيا والذي تصدى لمقولات عديدة سائدة عن التنمية والتحديث وخطط المؤسسات المالية الدولية روجتها القوى الرأسمالية العالمية لتبرر بها الاستيلاء على موارد دول الجنوب في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية حيث قدم أمين مجموعة من القراءات لعدد من القضايا الأساسية مثل العلاقة بين المركز والأطراف التبعية والعوالم الأربعة ومحاولة لتجديد قراءة المادية التاريخية وأنماط الإنتاج"!
السطور السابقة بين التنصيص للكاتب والشاعر الإماراتي الكبير حبيب الصايغ أمين اتحاد كتاب العرب ناعيا مفكرنا الكبير سمير أمين.. ابن بورسعيد الذي رحل مساء الأحد بعد أن وضع حلولا عديدة لاقتصاديات وماليات دول عديدة واستفادت.. وكنا نتحدث الخميس الماضي عنه مع إحدي الإعلاميات القديرات بعد أنباء أزمته الصحية على أمل استضافته بعد شفائه وقد بلغ من العمر ما بلغ.. لكن إرادة الله فوق كل إرادة!
كنا بقسم العلوم السياسية نتحدث عنه كثيرا.. كان رئيس القسم وأستاذ العلوم السياسية الكبير الدكتور عبد الله هدية يتحدث عنه ويصفه بأستاذه.. ويمتدحه كثيرا كواحد من أهم خبراء الاقتصاد في العالم.. وفي السنوات الماضية كنا نتمني أن يتم الاستعانة به في تحليل الاقتصاد المصري ووضع تصور له واقتراح بدائل مختلفة على الأقل حتى لا يكون الأمر كله في يد فريق واحد ينتمي لمدرسة اقتصادية واحدة.
ولكن لم يحدث.. ربما لظروف الرجل المقيم أغلب الوقت خارج البلاد وربما كان يتم الإعداد للقاء له، وربما رأي البعض أن الاستعانة به بعد المضي في خطوات الإصلاح لا يجدي.. إلا أن الخلاصة في النهاية أن مصر خسرت عالما اقتصاديا فذا.. رفع رأس مصر في الأمم المتحدة وكافة محافل العالم حتى صار معروفا في الخارج أكثر من مصر.
وهذا في ذاته دليل أزمة في الإعلام المصري تؤكد عدم قيام أغلبه بمهامه الأساسية.. لا في التثقيف ولا في إبراز رموز مصر بالخارج.. قوتنا الناعمة التي في كل مجال!
وداعا سمير أمين.
