رئيس التحرير
عصام كامل

قضايا إنكار نسب بحجة الخيانة.. أب يطالب بمحو اسمه من شهادة ميلاد ابنه بعد 12 عاما.. زوج يكتشف عقمه بعد إنجاب 3 أبناء.. وطبيب: العقم الثانوي يصيب الرجال بعد التقدم في العمر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

من بين الحين والآخر، تعرض على محاكم الأسرة قضايا إنكار نسب، والأصعب أن في تلك الدعاوى يطالب الأب برفع أسمه من شهادة ميلاد ابنه لأنه اكتشف أنه عقيم غير قادر على الإنجاب، وقد تكون الزوجة بريئة من تهمة الخيانة، وهناك سر آخر وراء إقامة الدعوى أو إصابة الرجال بالعقم الثانوي.


إنكار النسب
وفقا لآخر إحصائية لمحاكم الأسرة ثبت أن عدد دعاوى «نفي النسب» وصل لـ 5 آلاف قضية في ٢٠١٦ فقط بينما أقيمت ١٢ ألف دعوى إنكار نسب تراوحت مدد الزواج فيها من سنة إلى ١٨ عامًا، وأن ٥٣٪ من تلك الدعاوى تم رفعها خلال السنوات الخمس الأولى من الزواج، أما النسبة الباقية فكانت لدعاوى رفعت بعد أكثر من ١٠ سنوات وحتى ١٨ عاما من الزواج، ولكن وسط كل ذلك ما أصعب أن تكون دعاوى إنكار النسب لابن في مقتبل مرحلة الشباب، والشيء الأكثر مرارا من الخيانة، هي الحاجة النفسية التي يمر بها الابن في تلك اللحظة، ووالده يتملص نهائيا منه، وترصد «فيتو» قصص لدعاوى إنكار نسب تصيب القلوب بالحزن الشديد.

12 عاما
آخر تلك الوقائع، قصة "مدحت.ع.ا"، الذي وقف أمام محكمة الأسرة بزنانيرى، يطالب في دعوى نفى نسب بمحو اسمه من شهادة ميلاد نجله، بعدما ثبت له عدم قدرته على الإنجاب، مؤكدا أنه ليس أبيه بعد مرور 12 عاما على ولادة الصغير وخداع زوجته السابقة وخيانتها له.

وأكد الزوج في دعواه التي حملت 6532 لسنة 2018، أنه تزوج من "هناء.ع ع خ"، وأنجبت ولد على فراش الزوجية، وطلقها بسبب خلافات على سلوكها وتصرفاتها التي لا تليق بمجتمعنا الشرقى وتزوج بأخرى ولم ينجب لمدة 5 سنوات، مما دفعه لإجراء فحوصات طبية لمعرفة السبب، فتبين من خلال الفحوصات والتحاليل أنه عقيم لا ينجب مما دفعه لإقامة الدعوى بمحكمة الأسرة طالبا الحكم بنفي نسب الولد له.

بنت 13 سنة
وفي واقعة أخرى حدثت في مايو الماضي، وقف أب أمام محكمة الأسرة يطالب بنفى نسب ابنته بعد زعم اكتشافه، أنها ليست من صلبه، بعد مرور 13 عاما على إنجابها واتهامه زوجته بالخيانة، مؤكدا أنها أقدمت على ذلك طمعا في أمواله برفقة عشيقها التي ما زالت تجمعها وإياه علاقة.

وتابع: شاء القدر بعد 13 عاما من استغلالي أن اكتشف سرها الذي أخفته عني وعلاقتها برجل غيرى وقيامها بخيانتى وإلصاق طفلة ليست من صلبى باسمى حتى تضمن حصولها على أموالى، وعندما واجهتها بعد ضبطي لها في وضع مخل أخلاقيا معه بمنزلي اعترفت بكل بجاحة، وهددتني بأنني لن استطع أن أثبت الاتهامات، وطالب الزوج بإجراء تحليل البصمة الوراثية واستكمال التحقيقات مع زوجته في بلاغ الزنا المقدم بناء على شهود الواقعة وتحريات المباحث.

3 أبناء
وفي مشهد يتسم بالكآبة، يروي زوج قصته أمام محكمة الأسرة أن لديه 3 أبناء أكبرهم عمره 16 عاما، قائلا: الصدفة وحدها هي من جعلتني أدرك كم كنت زوجا ساذجا، عشت مخدوعا طوال 16 عاما مع امرأة أحاطت بها خطيئتها.

وبصوت مرتعش يسرد الزوج تفاصيل الليلة التي قصمت ظهر زواجه: الحكاية بدأت حينما أصيبت بوعكة صحية واضطرت على أثرها اللجوء للطبيب الذي طلب منى إجراء فحوصات طبية شاملة، وكنت اصطحب معى ابنى البالغ من العمر 15 عاما، وعندما سألنى الطبيب عنه مداعبا: «مين ده»، قلت له بصوت واثق أنه ابنى البكرى، وفرحتى الأولى، ولدى ولد آخر عمره 12 عاما وبنت عمرها 8 سنوات، وفجأة تبدلت ملامح الطبيب وواجهني بعدم قدرتي على الإنجاب وطلب مني إجراء تحليل آخر أكثر دقة ليؤكد لي صدق حديثه».

يصمت الزوج للحظات يستجمع فيها ما تبقى من مشاهد اكتشافه لخيانة زوجته: أجريت التحليل وأنا أدعو الله أن يخيب ظنه، لكنها للأسف أثبتت استحالة قدرتى على الإنجاب، ورغم ذلك ظللت أمني نفسى بأن هؤلاء الصغار هم نبتتي، ولأقطع الشك باليقين قررت إجراء تحليل الـ DNA لأولادي الثلاثة واكتشفت أنهم ليسوا من صلبي، وهرعت إلى محكمة الأسرة، لأقيم دعوى إنكار نسب لأطفالي الثلاثة.

الحقيقة
ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أن العقم قد يصيب الرجال في سن كبير، ويكون متعافين منه في شبابهم، وهو ما أكده الدكتور هشام الشاعر أستاذ واستشاري أمراض النساء والتوليد والحقن المجهري والعقم بكلية طب جامعة القاهرة، والذي أشار إلى أن العقم عند الرجال نوعان عقم أولى هو الذي يولد به الرجل أي عيب خلقي وله طرق محددة للعلاج، وآخر يسمى بالعقم الثانوي ويصيب الرجال في الكبر.

وأضاف "الشاعر" الرجل يمكن أن ينجب مرة واثنين وثلاثة، وبعد ذلك يكتشف أنه مصاب بالعقم، وهو ما يسمى بالعقم الثانوي، ويكون ناجم عن سلوكيات خاطئة وأكلات محددة بالإضافة إلى بعض الأدوية، وللأسف العقم الثانوي هو الأصعب في العلاج.
الجريدة الرسمية