رئيس التحرير
عصام كامل

بالمستندات.. الروتين «يفرمل» تطوير «الحديد والصلب» إلى أجل غير مسمى.. تكرار تأجيل إرساء مناقصات التطوير بحجة الإجراءات.. تشكيل اللجان من الخارج أبرز الخطايا

فيتو

شركة الحديد والصلب بحلوان.. مثال حى على حقيقة تحكم الروتين في إدارة الأوضاع داخل المؤسسات والهيئات الحكومية، فعندما خرج الدكتور أشرف الشرقاوي، وزير قطاع الأعمال السابق، ليتحدث عن خطة الحكومة لاتخاذ خطوات جادة، فيما يتعلق بتطوير شركة الحديد والصلب بحلوان، تعامل البعض مع حديث الوزير من منطلق «السياسات الجديدة.. والإنجاز السريع»، غير أنه بمرور الأيام تأكد أن تطوير الشركة التي أنشئت منذ العام 1954، سيظل حبيس الأوراق والمستندات والدراسات ولن يتم على أرض الواقع.


«فيتو» تمكنت من الحصول على مستندات، تكشف كيف وضع القائمون على هذا الصرح الكبير، العراقيل أمام خطة التطوير وتسويفها بغرض إطالة أمد الإجراءات، ومن ثم نسيان الأمر برمته.

خطط تبحث عن تنفيذ
بدأت خطة التطوير، وفقا للمستندات، في بداية مايو 2016، حيث تم التعاقد مع استشارى للمشروع بتوجيهات الشركة القابضة للصناعت المعدنية، وبتاريخ 21 يونيو من نفس العام تمت مخاطبة الجهات المختصة لتقديم عروض بدراسة جدوى (فنية -مالية - تسويقية)، وتقدمت وقتها 7 شركات عالمية لإعداد الدراسة، وأسفر الأمر عن قبول شركتين من الشركات الـ7 المتقدمة.

وبتاريخ 17 نوفمبر 2016 تم التعاقد مع شركة «إم سى أي»، لتقديم دراسة الجدوى المطلوبة، وبعد مرور 60 يومًا قدمت الشركة دراستها النهائية لإنشاء مصنع حديد التسليح بطاقة إنتاجية 750 ألف طن، وفى منتصف نوفمبر عام 2017 تم تقديم المرحلة الثانية من دراسة الجدوى الفنية والمالية والتسويقية لتحديث المصنع الحالي، للوصول بطاقته التصميمية إلى 1.2 مليون طن سنويا، وبالفعل تم تشكيل لجنة رئيسية للإشراف على مشروع تأهيل وتطوير الشركة، بمشاركة المهندس الاستشارى ومندوب الشركة القابضة للصناعات المعدنية، وكان مجلس إدارة الشركة القابضة، وافق في 7 ديسمبر 2016 على الإعلان عن طرح مناقصة تأهيل وتطوير الشركة.

لجنة من الخارج
المستندات كشفت أيضا أنه بتاريخ 18 ديسمبر 2017، أي بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على موافقة «القابضة للصناعات المعدنية» على طرح المناقصة، تم تأجيل الطرح أكثر من مرة، حتى جاءت مرحلة «فض المظاريف» الفنية لـ 10 شركات، قدمت 9 عروض، وتم تشكيل لجنة رئيسية للدراسة الفنية والبت في العروض، وتحدد يوم 25 فبراير 2018 لفض المظاريف المالية، وتم تأجيلها أيضا إلى 26 يونيو من نفس العام.

الغريب في الأمر أن اللجان التي تم تشكيلها لدراسة العروض الفنية للعطاءات المقدمة في المناقصة رقم 16607 بتأهيل وتطوير شركة الحديد والصلب، جاءت من خارج الشركة المعنية بالأمر، حيث ترأسها الدكتور سعد الراجحي، الأستاذ بكلية الهندسة، وعضوية 5 أعضاء من مجلس إدارة الشركة القاضبة للصناعات المعدنية.

«فيلم الأخطاء»
وانتهت اللجنة المشكلة من الأسماء المشار إليها إلى أنه «طبقا لمحضر فض المظاريف المالية بجلسة 5 يونيو 2018 ونظرا لطلب الشركات المقبولة فنيا تقديم مظروف مالى جديد “c”، أثناء انعقاد الجلسة لفتح المظاريف المالية بدعوى تعديل الشروط الفنية للمناقصة بناءً على طلب لجنة الدراسة الفنية، وقررت اللجنة تأجيل جلسة فض المظاريف المالية “c”، إلى جلسة 26 يونيو 2018، على أن يتم تقديم مظاريف خاصة لكل بند داخل المظروف المالى وذلك للبنود المقبولة فنيا مع إخطار الشركات المقبولة فنيا بذلك، ورغم التأجيل، أبلغ عادل محمد مبروك، عضو مجلس إدارة الشركة القابضة، وعضو اللجنة المشكلة لفحص المظاريف، والدكتور مدحت نافع، رئيس القابضة للصناعات المعدنية، هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال، بأن الجلسة بها بعض الأخطاء الإجرائية، وأديرت بطريقة سيئة، وعدم وجود أحد من الحاضرين يجيد الإنجليزية، إضافة إلى أن هناك ملفات لم يتم فتحها، على أساس أنها مظاريف مالية رغم التبيه في الجلسة بأنها “مظاريف تحويل”.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد.. حيث كلف رئيس الشركة القابضة، رئيس شركة الحديد والصلب الجديد عبد العاطى صالح عبد العاطي، بإعداد تقرير للوزير يثبت وجود مخالفات، رغم أنه حضوره الجلسة الأولى بتاريخ 5/6/ 2018، والجلسة الثانية بتاريخ 26/ 6/ 2018.

العودة إلى نقطة الصفر
الأخطاء الإجرائية التي ذكرها رئيس شركة الحديد والصلب من شأنها إعادة المناقصة من جديد، لأنها تخالف ما تقدمت الشركات على أساسه لتطوير المصنع، والتي يأتى من ضمنها عدم اكتمال الكشف الخاص بأعضاء اللجنة الرئيسية للفحص وفض المظاريف، وأسماء الأعضاء لم تكن واضحة، إلى جانب عدم الإفصاح عن المظاريف التمويلية لكل عميل في نفس الجلسة، كما لم يتم فتح 2 مظروف تمويلى للعملاء، كما طلب رئيس شركة الحديد والصلب اعتماد إضافة الماكينة الرابعة بقطاع التلبيد، الأمر الذي يخالف المناقصة المذكورة.

مخالفة كراسة الشروط
ورغم أن جهات رقابية أشادت بإجراءات الجلسة، وأقرت بصحة الإجراءات المتبعة في ذات الشأن، وعدم وجود أخطاء متعمدة تؤثر على سلامة ما تم اتخاذه من إجراءات، فإن رئيس شركة الحديد الصلب الجديد تمادى في طلباته لإطالة فترة فحص المظاريف، حيث طلب يوم 18 يوليو الجارى في المذكرة رقم 1301، استمرار إجراءات تطوير الشركة عبر المناقصات الفنية والمالية والتمويلية بين الشركات المتناقصة للوصول إلى التقييم الأفضل، بشرط استخدام نظام point systm، “النقاط التفاضلية”، الأمر الذي يخالف كراسة شروط المناقصة التي تم وضعها قبل تقدم هذه الشركات للمناقصة، وحال تطبيق هذا الشرط سوف يعاد التقييم الفنى الذي تم الانتهاء منه سابقا.

"نقلا عن العدد الورقي"...
الجريدة الرسمية