رئيس التحرير
عصام كامل

لا تصدق هذا المحافظ يا سيادة الرئيس!


لا يخرج من مكتبه ولا يلتقي المواطنين ولا يقوم بجولات مفاجئة أو غير مفاجئة.. لا يتقرب من الأهالي بالإشراف على الخدمات التي تقدم لهم.. أو التي من المفترض أن تقدم لهم.. ولا يقترب منهم في أزماتهم وما يتعرضون له من طارئ الأحداث.. لا تجد له نشاط في بداية العام الدراسي ولا في نهايته ولا يعرف عنه إلا اعتماد الشهادات.. لم يره أحد مرة واحدة يشرف أو يتابع أو حتى يزور شارع يتم رصفه أو تنظيفه ولم يره أحد مرة واحدة يزور بشكل خاص أهالي شهداء الإرهاب أو مصابيه.. ولم يره أحد مرة واحدة يمر على ناد رياضي أو مركز شباب في محافظته، وبالتالي فلا مرة واحدة تدخل لرفع ظلم أو إغاثة ملهوف أو تكريم لمتفوق في أي مجال!


إنما ستجدونه في افتتاح مشاريع قومية أنفقت عليها الدولة بعيدا عنه وعن ديوان المحافظة.. وستجدونه في زيارات وزراء الحكومة أو رئيسها لمتابعات رأسية للمصالح الحكومية التابعة لوزاراتهم، حيث يكون استقبال المحافظ عملا بروتوكوليا تقليديا تفرضه التقاليد والأعراف.. وستجدونه عند الجولات الميدانية التي تقوم بها قيادات الصناديق والجمعيات الخيرية الكبرى مثل تحيا مصر ومصر الخير وغيرها وفيها تقدم هذه الصناديق والجمعيات خدمات جليلة وطيبة ورائعة يعتقد بعض الطيبيين أن للمحافظ دور فيها وهو لا حيلة له ولا يد في أي نشاط لها..

باختصار ستجدونه عندما توجد كاميرا الفضائيات ومراسلو الصحف وفيها يتصدر البيه المحافظ الصور واللقطات ليتصور الناس أنه أنشط النشطاء وهو على العكس تماما!

فما بالنا إن كان زائرا المحافظة هو أنتم يا سيادة الرئيس؟!

هذه النوعية موجودة.. وكثيرون سيتصورون أننا نقصد محافظهم هم بعينهم.. ويقولون إنه "محافظنا" ولكنها في الحقيقة حالة أكثر منها شخص.. هذه الحالة قد آن الأوان أن تختفي وأن لا نراها في التعديل القادم بإذن الله!
الجريدة الرسمية