اعترافات تفصيلية لإرهابي تعيد فتح ملف تمويل قطر لداعش: التحقت بالتنظيم عبر الإنترنت.. لدينا صفقات سلاح مع الجيش الحر.. الدوحة وإسرائيل مولتا عملياتنا.. وتركيا عالجت مصابينا
كشفت اعترافات إرهابي من عناصر داعش أمام القضاء العراقي، عن خبايا جديدة في تورط بعض الدول في دعم الإرهاب وتمويله، الأمر الذي يتطلب تغيير إستراتيجية التعامل مع ذلك الملف والتعامل مع تهديد العمليات الآثمة لدول المنطقة.
سقوط إرهابي
تعود التفاصيل إلى سقوط "عصام الهنا" المغربي الجنسية 35" عاما"، والشهير بـ" أبو منصور المغربي"، في قبضة السلطات العراقية خلال العمليات الأمنية لملاحقة عناصر التنظيم المارق، إذ يخضع للمحاكمة أمام محكمة استئناف بغداد الرصافة، وتبين أنه يتحدث العربية والإنجليزية، والفرنسية والإسبانية، ودارس للكمبيوتر، وتعود أصوله إلى المغرب وتزوج سيدة سورية، مما أهله لتولي مهام وأدوار دقيقة في تنظيم داعش الإرهابي عقب التحاقه به.
تولي "المغربي"- وفق اعترافاته- العمل بمكتب العلاقات الخارجية لداعش، لينسق صفقات التبادل وتلقي التمويل والأسلحة وإدارة العمليات الإرهابية خارج العراق وسوريا.
التجنيد
قال المغربي أمام جهات التحقيق العراقية، إن بداية معرفته بالتنظيمات بدأت عام 2012، بمتابعة أخبارها وخاصة داعش عبر شبكة الإنترنت، إلى أن تعرف على "عامر المصري" و"رشيد المصري" وأقنعاه بضرورة الانضمام إلى التنظيم في سوريا، وفي سبتمبر عام 2013 سافر إلى تركيا، تمهيدا للانتقال لسوريا وهناك استقبله "أبو البراء الشمالي"، المسئول حينئذ عن استقبال المجندين الجدد لداعش وكان يشرف على المضافة سعودي يدعى أبو بصير السعودي ويعاونه السوري أبو موسى الحلبي وبعد يوم بالمضافة، تم تسجيل بيانات "المغربي" بدقة.
صفقات الأسلحة
وتابع: إن داعش سعى للحصول على أسلحة مختلفة منها الأسلحة الكيميائية، وبالفعل ذهب وفد من مكتب العلاقات الخارجية بإشراف أبو محمد العدناني، مسئول لجنة التفاوض، إلى الفلبين أملا في الوصول إلى كوريا الشمالية لإتمام الصفقة التي انتهت بالفشل، مشيرا إلى أن أبرز أسلحتهم كان مصدرها صفقات مع الجيش الحر.
مهام العمل
وأردف: "كان دوري استقبال المجندين الجدد لداعش والقادمين لسوريا عبر تركيا بتزويدهم بأرقام هواتف من يتولون إيصالهم لمناطق سيطرة داعش، وكان أكثر المنضمين من التونسيين والسعوديين، ومن الجنسيات الأجنبية تصدر الروس والفرنسيون المهاجرون الذين يلتحقون للقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية سواء كانت جبهة النصرة أو داعش"، منوها بتنقله بين أكثر من موقع في التنظيم لإجادته أكثر من لغة.
واستكمل: "بعد وصول المجندين الجدد إلى الأراضي السورية يخضعون لدورات معينة ثم يكلفون ويوزعون على مناطق بما يناسب قدراتهم وإمكانياتهم، إلا أن التنظيم يولي عناية خاصة للمهاجرين أكثر من غيرهم من مقاتلي التنظيم".
العلاقات الخارجية
واستطرد المغربي، باعترافاته التي نقلتها وكالة الأنباء العراقية "واع" في منتصف عام 2016 تم نقلي للعمل ضمن مكتب العلاقات الخارجية وكانت مهامه تنفيذ العمليات خارج الأراضي السورية والعراقية خاصة في أوروبا وأمريكا كلفني أبو أحمد العراقي وهو جزائري الجنسية المسئول عن المكتب بملفين ضمن عمل المكتب وهما: الملف التركي والملف الكوري الشمالي"، وأولهما "يتضمن التنسيق لإدخال المهاجرين للقتال في صفوف التنظيم عبر الحدود التركية، ومعالجة جرحى التنظيم في مستشفيات معينة داخل تركيا"، ثم التفاوض لتبادل أسرى التنظيم مقابل الأسرى الأتراك الذين كانوا لدى التنظيم ومنهم القنصل ومجموعة من الدبلوماسيين الأتراك".
وأشار الإرهابي إلى دوره في التفاوض لإطلاق سراح دبلوماسيين أتراك كانوا في قبضة داعش، قائلا: "تمت عمليات التبادل بتسليم القنصل والدبلوماسيين الأتراك مقابل الإفراج عن 450 من أفراد التنظيم كانوا معتقلين لدى السلطات التركية، وكان أبرز المفرج عنهم أبو هاني اللبناني وهو دنماركي الجنسية من أصول لبنانية ومسئول هيئة التصنيع والتطوير وآخرين".
قطر وإسرائيل
وروى "المغربي" أن خلافات وقعت بينه وبين التنظيم أدت إلى تجريده من مسؤولياته، ما دفعه لهجر التنظيم والالتحاق بجبهة النصرة بقيادة الجولاني.
وقال المتهم: حظيت في جبهة النصرة باهتمام كبير، وكنت أحد العاملين باللجان التنسيقية الخارجية، وأتواصل مع جهات قطرية للحصول على التمويل، ومنهم الشيخ خالد سليمان وهو قطري كان يحمل لنا شهريًا مليون دولار، بالإضافة إلى جهات إسرائيلية كانت هي الأخرى تقوم بإرسال الأموال لنا، وكذلك معالجة جرحى مقاتلي التنظيم داخل إسرائيل"..