رئيس التحرير
عصام كامل

لفتة إنسانية جديدة للرئيس.. السيسي يتصل بـ«ياسر رزق».. يهنئه بسلامة العودة بعد رحلة علاج في فرنسا.. ورئيس الأخبار يدعو الله أن يوفقه لخدمة مصر وشعبها.. ويكتب «حكاية وطن»

السيسي وياسر رزق
السيسي وياسر رزق في لقاء سابق

يقدر العديد من أبناء الشعب المصري دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه المرحلة الحرجة؛ حيث ضرب الرئيس السيسي القدوة والمثل في التواصل الإنساني، وأثبت حرصه على التواصل الكامل بكل فئات الشعب المصرى سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا وإنسانيًّا، فضلا عن تقديم الشكر للنبلاء من المواطنين.


ياسر رزق
وفي إطار حرصه على التواصل أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا تليفونيًا خلال الساعات الماضية بالكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة دار أخبار اليوم‬؛ لتهنئته بسلامة العودة بعد رحلة علاج في فرنسا استغرقت شهرًا.

نجاح العملية
اطمأن الرئيس على صحة رزق بعد الجراحتين الدقيقتين اللتين أجريتا له بمستشفى ‬ماري لانلونج قرب باريس وهنأه الرئيس بنجاح العلاج، وتمنى له تمام الشفاء.

خدمة مصر
وعبر ياسر رزق عن خالص شكره وامتنانه العميق للرئيس السيسي، داعيا الله عز وجل أن يوفقه لخدمة مصر وشعبها.

وكان الرئيس السيسي اتصل برزق قبل سفره إلى فرنسا، مستفسرا عن حالته، ومتمنيا له الشفاء العاجل والعودة سالمًا إلى أرض الوطن.

حكاية وطن
ومن أفضل ما كتب ياسر رزق عن الرئيس السيسي:

لتوى خرجت من خطاب الرئيس السيسي في ختام محفل «حكاية وطن».

تتزاحم الأفكار والعبارات في رأسى بعدما استمعت وشاهدت على مدى أيام ثلاثة من إنجاز هو أقرب للإعجاز.

معظم ما تابعته أعرفه بتفاصيله وأرقامه.. لكنها المرة الأولى التي أرى فيها صورة مصر الجديدة مكتملة بكل ألوان الطيف ودرجات الظلال.

إنها المرة الأولى التي أتطلع فيها إلى خريطة مصر الجديدة بكل أبعادها، بطولها وبعرضها، بعمقها في باطن الأرض، وبارتفاعها حتى حدود السماء، وببعدها الرابع وهو الزمن على مدار ٤٣ شهرًا مضت.

في الثالث من يوليو ٢٠١٣، صار السيسي بطلًا شعبيًا، يتغنى باسمه المصريون.

انفتح كتاب التاريخ المصرى في تلك الليلة بعد طول انطواء ليضع اسم عبد الفتاح السيسي في قائمة زعماء مصر التاريخيين كعرابى ومصطفى كامل وسعد زغلول.. الفرق أنه نجح فيما لم ينجح سابقوه.

في الثامن من يونيو ٢٠١٤، صار البطل الشعبى رئيسًا ولعلها المرة الأولى في تاريخ مصر الحديث والقديم أيضا، التي يتحول فيها بطل إلى رئيس، وأن يأتى الشعب برجل مصرى من مسكنه في القلوب إلى مقعده في سدة الحكم.

في التاسع عشر من يناير ٢٠١٨، قدم السيسي أوراق اعتماده إلى التاريخ، كرجل هذا القرن، وصانع لمجد مصر الحديثة الثالث.

في القرن التاسع عشر.. كان محمد على.

في القرن العشرين.. كان جمال عبد الناصر.

في القرن الحادى والعشرين.. جاء عبد الفتاح السيسي.

أحب أن أتفرس في وجه السيسي وهو يتطلع أمامه ويرنو إلى بعيد.

أحب أن استمع إلى نبرات صوته الصادقة حين يتكلم والمخلصة حين يحتد.

أحب أن أنظر إلى عينيه وهو يتحدث عن أميه، أمه مصر، ووالدته الراحلة، وأجد لمعان دموع عشق وحنين.

هبة من الله أودعها في هذا الرجل.. إنه قادر على شحذ الهمم واستنهاض العزائم في لحظة تحد أو خطر، وعلى رسم بسمة الأمل وإشراقة التفاؤل في لحظة تطلع إلى المستقبل.

قادر هذا الرجل، على أن ينتشلك من دوامة يأس إلى مرفأ اطمئنان، وأن يعيدك من سحابات أوهام، إلى أرض واقع.

ميزة السيسي أنه يسكن قلبك بوطنيته الجياشة، وإنسانيته الفياضة، وإخلاصه الغامر، وصدقه منقطع النظير، وفى نفس الوقت يقطن عقلك بعمق رؤيته، وسداد أفكاره وسلامة منطقه، وأنه ينجز قبل أن يقول، ويقول ما يستطيع أن يحقق، مهما بدا صعبًا وعسيرًا، وأحيانا مستحيلًا.

أسئلة المواطنين
ملت على زميل لى، والرئيس السيسي يجيب على أسئلة المواطنين في ندوة «إسأل الرئيس»، وقلت له: تخيل حال مصر، لو كان هذا الرجل جاء بعد السادات إلى سدة الحكم، كيف وضع بلادنا الآن؟!

ثم رددت على نفسى وقلت له: بل تخيل حال مصر، لو لم يأت هذا الرجل في عصر غمة الإخوان، ولو لم يتسلم المهمة بعد نكبة حكم المرشد؟!
.. نعم، كل شيء بأوان.

تصاريف القدر، هي التي جاءت برجل الأقدار، في هذا الأوان.

مسار حياته رسمه القدر، ولم يختطه هو ولا غيره.

تألم سنوات، حينما تغير مسار مستقبله المهنى على غير إرادته، كان يحلم أن يكون طيارًا مقاتلًا، والتحق بالثانوية الجوية، لكنه أكمل دراسته في الكلية الحربية ليتخرج ضابط مشاة.

لم يكن يعلم حينما كان يتألم، أن القدر اختار له مسارًا آخر، لأنه كان يعده لمصير آخر.

فلو صار طيارًا مقاتلًا، ما بلغ منصب القائد العام للقوات المسلحة في تلك الفترة الحاسمة من تاريخ مصر، التي انحاز هو فيها لإرادة الشعب في ثورة الثلاثين من يونيو، وما أصبح بطلًا شعبيًا، ثم رئيسًا وقائدًا لمصر في أصعب مراحل تاريخها.

لو صار طيارًا مقاتلًا، لكان التاريخ غير التاريخ.

تصاريف القدر، هي التي أنجته من حوادث وأحداث، ومن مكائد صغار يرتدون لباس الكبار، ومن مؤامرات كبار بالاسم يرتكبون أفاعيل الصغار!

٤ سنوات
أتابع «حكاية وطن»، ونحن نسترجعها مع السيسي، قولًا ومشاهد وأرقاما.

حكاية أم الدنيا في ٤ سنوات أو أقل وهى في طريقها الشاق الطويل لتكون «قد الدنيا».

وأعود بالذاكرة إلى قرابة سبع سنوات مضت.

في أحد أيام ربيع عام ٢٠١١، التقيت اللواء أركان حرب عبد الفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية، وكان هذا هو لقاؤنا الثاني بعد ثورة يناير.

استمعت منه إلى تشخيص دقيق تفصيلي لأمراض الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو نفس التشخيص الذي عرضه في محاور لقاءات «حكاية وطن» لأوضاع مصر ما بعد ثورة يناير، وبنفس العبارات تقريبًا.

كان على دراية كاملة بحقائق الأحوال بالأرقام وبالبيانات، وكان على معرفة أدهشتني بسبل الخروج من تلك الأوضاع، وهى نفس السبل التي صارح بها الشعب على مدى سنوات رئاسته الأولى.

يومها.. سألت اللواء السيسي: كيف تتصور رئيس مصر المقبل؟
قال لى وهو يرنو بعينيه إلى بعيد: أتمناه رجلًا مخلصًا له رؤية، مؤهلًا لقيادة بلد بوزن مصر العظيمة، وقادرًا على استنهاض همم أبنائها.

لم يكن السيسي يتحدث عن نفسه، برغم أن هذه هي صفاته.. لم يكن يبحث عن حكم، ولم يكن طريقه مؤديًا إلى الحكم في ذلك التوقيت وفى ظل تلك الأوضاع عام ٢٠١١.

بل إنه قال لى: أتمنى أن يكون رئيس مصر القادم، في نهاية الأربعينيات أو مطلع الخمسينيات من عمره، وحبذا لو كان أستاذا جامعيًا وخبيرًا اقتصاديًا يتمتع باحترام وتقدير ومحبة المصريين.

خرجت من ذلك اللقاء.. وأنا أفتش في رأسى عن اسم تتطابق معه الصفات والمواصفات التي قالها السيسي، فلم أجد.

وقلت لصديق لى: هل تعرف من الذي يستحق أن يكون رئيس مصر القادم؟!.. إنه هذا الجنرال الشاب، الذي فاجأنا بشخصيته ووطنيته وبصيرته وإخلاصه ورؤيته الإستراتيجية العميقة.

وقال لى صديقى: معك حق.. ولكن كيف السبيل؟!

وكان السبيل.. من تصاريف القدر.

خواطرى
أعود من خواطري، إلى كلمات السيسي، وهو يسرد بيانات وأرقام ما تحقق على أرض مصر، وهو يشرح كيف كنا وكيف أصبحنا في كل المحاور والمجالات.

لو كان كل إنجاز السيسي هو شق القناة الجديدة وأنفاقها، لكفاه إنجازًا في ٤ سنوات.

لو كان إنجازه هو تدشين وبناء 14 مدينة جديدة منها عاصمة مصر في القرن الحادي والعشرين، لكفاه.

لو كان إنجازه هو شبكة الطرق الهائلة ومحطات الكهرباء العملاقة وشبكات المياه والصرف التي دخلت المناطق المحرومة، لكفاه.

لو كان إنجازه هو بناء مليون شقة يسكن فيها 5 ملايين مصرى، منها 600 ألف شقة للإسكان الاجتماعى، لكفاه.

لو كان إنجازه هو استحداث معاش تكافل وكرامة لنحو مليونى أسرة مصرية، وانتشال مليون أسرة من عشوائيات عشش الصفيح وأكشاك الإيواء على قمم وسفوح الهضاب المتداعية، وإسكانهم في 170 ألف شقة كريمة مجهزة مجانًا بالمفروشات.. لو كان هذا كل إنجازه.. لكفاه.

لو كان إنجازه هو علاج 1.5 مليون مصرى من فيروس سى ووضع خطة للقضاء نهائيًا على هذا الوباء الذي يفترس أعمار المصريين خلال 4 سنوات، لكفاه.

لو كان إنجازه هو بناء جيش قوى مهاب رادع قادر على الدفاع عن البلاد داخل إقليم الوطن وخارجه.. لكفاه

لو كان إنجازه هو إزالة غمة الإخوان، التي كانت تخنق أنفاس مصر، وتهدد هويتها، وتفضى بمستقبلها إلى الضياع، لكفاه.

ولو كان إنجازه هو محاصرة الإرهاب ومنعه من تحقيق مراميه وأغراض محركيه، لكفاه.

كل ذلك وأكثر.. تحقق في 4 سنوات وأقل.

وأسمح لنفسى أن أقول إنه لا أحد، كان يتصور منذ 4 سنوات، أن صورة مصر ستصبح على مشهدها الحالى في غضون 43 شهرًا، حتى من بين أشد المتفائلين، إلا السيسي نفسه، الذي كان يتمنى لو استطاع إنجاز ما هو أكثر.

يقول السيسي وهو محق إنه لولا شعب مصر ما حققنا كل ما تحقق.

ونقول ومعنا كل الحق إنه لولا السيسي ما استطعنا أن نبلغ كل ما أنجزناه.

الوهم
لا يخادع السيسي، ولا يبيع الأوهام.

كان السيسي صادقًا حين قال: «لا أستطيع أن أستمر في منصبى ثانية واحدة على غير إرادتكم».

ولقد سمعته من قبل، يقول لى إنه لن يستمر لو لم يتقبل الشعب الإجراءات الاقتصادية الاضطرارية، والضرورية لإنقاذ مستقبل البلاد.

لكنى مع ذلك فوجئت، عندما سمعته أمس الأول ومعه محافظ البنك المركزى طارق عامر، يقول: إنه كان سيدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لو لم يتفهم الشعب تلك الإجراءات.

يعزف السيسي أيضًا عن قول معسول الكلام ودغدغة مشاعر الجماهير على غير الحقيقة، حتى وهو يعلن ترشحه لفترة رئاسة ثانية، وسمعناه يقول بجدية: «هتتعبوا معايا من أجل مصر».

ضمير السيسي الوطنى الذي دفعه دفعًا إلى تلبية نداء الجماهير له بالترشح للرئاسة في المرة الأولى، هو نفسه الذي قاده لأن يطلب من الشعب السماح له بالترشح لفترة رئاسة ثانية، ليكمل مسيرة بناء الدولة والوفاء بتطلعات الشعب وآماله في خضم تحديات جسام تواجه الوطن.

لا يحرص السيسي على البقاء في منصبه إذا وجد من يملك رؤية وبرنامجا ومقدرة وإخلاصا، غير أنه يأبى على كرامة بلاده وعزتها أن يتقلد مسئوليتها فاسد، غير أهل لحمل الأمانة، ولا يتحرج في أن يعلن موقفه أمام الشعب وعلى رءوس الأشهاد.

يأمل السيسي، أمد الله في عمره وأيده بالتوفيق، أن ينجز في سنوات رئاسته الثمانية، ما تعجز دول ناهضة عن تحقيقه في عشرين عامًا.

لا يساورنى شك، في أن السيسي هو رئيس مصر المقبل باكتساح أيًا كان منافسوه، ويخالجنى شعور بأن نزول الجماهير إلى لجان الانتخاب سيكون حاشدًا وربما قياسيًا.

وظنى أن مهمة السيسي في رئاسته الجديدة بعد نيل ثقة الجماهير، ستكون تحويل مصر العظيمة إلى مصر العظمى، وبناء جيل جديد قادر على تحمل مسئولية قيادة بلاده في مستقبل نتمناه زاهرًا.

ولست أبالغ إذا قلت.. إننى أشعر بالفخر لأنى أعيش في عصر السيسي.
الجريدة الرسمية