الأعلى للثقافة يناقش مستقبل الإبداع الفنى فى مصر
ناقشت نخبة من المفكرين والمثقفين مستقبل الإبداع الفنى فى مصر وذلك خلال أعمال الندوة التى نظمها المجلس الأعلى للثقافة بحضور الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة الأسبق والمفكر الكبير مراد وهبة.
وقال الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الاسبق فى كلمته خلال الندوة: إن هناك كلمات يصعب تقديم تعريف جامع مانع لها مثل الفن والجمال وغيرها وفى علم النفس أكثر من 90 تعريفا للإبداع .. مشيرا إلى أن عملية الإبداع تحتاج لشخص مبدع والمجتمع المتلقى والناتج عن هذا الإبداع.
وتحدث عبد الحميد عن عدد من العوامل التى إذا غابت دلت على أن ثورة يناير لم تنجح، ومنها ضرورة التأكيد على الحرية الفردية والجماعية وأن تركز الثورة على حرية التفكير والإبداع، وأن يخرج من هذه الثورة نظام سياسى مرن ومنفتح وقابل للنمو والتعامل بكفاءة مع التغيرات الثقافية وتوفير الفرص للإبداع والتأكيد عليه، لأن مستقبل الشعوب يكمن بشكل خاص فى الإبداع.
وأكد عبد الحميد أن كل إنسان سوى وكل جماعة سوية ينبغى أن تصحح مسارها، وذاتها، وإن لم تستطع فسيكون مكتوبا عليها الفشل والفناء.. وقال: "أصبحنا غرباء فى وطننا أو ربما أصبح الوطن غريبا عنا فالغرابة حالة عامة موجودة فى العالم ربما ربطها المنظرون الغربيون بمرحلة الحداثة وما قبل الحداثة بشكل مباشر".
ومن جانبه ، أكد المفكر مراد وهبة أن الأصولية الدينية ظاهرة نشأت مع بداية القرن العشرين فى جميع الأديان المهيمنة على كوكب الأرض. فرفضت إعمال العقل فى النص الدينى، وأى تأويل للنص الدينى عن طريق إعمال العقل (يكفر)، كما حدث مع ابن رشد الذى كفره ابن تيمية.
وأشار الى أن الحضارة نشأت من الإبداع، فعندما حدثت أزمة الطعام فى صعيد مصر نتيجة تغير المناخ وهجرة الحيوانات، فبدلا من أن يتكيف الإنسان مع البيئة استطاع أن يكيف البيئة نفسها، وقد حدث التغيير مع إبداع الإنسان فى التكنيك الزراعى، موضحا أنه إذا كانت الحضارة نشأت بالإبداع، فأى تدهور للحضارة يجب أن نبحث عن تدهور الإبداع.
وأضاف أنه لكى يتم إنقاذ الإبداع -من وجهة نظره- فيجب إحياء فكر ابن رشد وجعله هو الأساس وجعل فكر ابن تيمية الذى قال: "إن الإبداع بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار" هو المهمش.