9 زيارات لولي عهد أبو ظبي للقاهرة تجسد الشراكة القوية بين البلدين
قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يستقبل اليوم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، الذي يحل ضيفًا عزيزًا على وطنه الثاني مصر".
وأضاف المتحدث الرئاسي، أن الزيارة تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن آخر المستجدات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وذلك على ضوء ما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من أواصر أخوة وطيدة".
وتعد العلاقات المصرية- الإماراتية نموذجًا يحتذى به في العلاقات العربية- العربية، سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها على أُسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، أو من حيث استقرارها ونموها المستمر، أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة والتواصل المستمر بين قيادتي البلدين وكبار المسئولين فيهما.
وتأتي زيارة ولي عهد أبو ظبي للقاهرة في إطار خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية وما يربط بين الدولتين من علاقات تعاون متشعبة على كل الأصعدة ويعكس تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين خلال الفترة الماضية، وحرص الدولتين على التنسيق المتواصل بشأن كيفية مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة في المرحلة الراهنة، التي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي، والتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وزعزعة استقرارها.
ويرجع تاريخ العلاقات "المصرية- الإماراتية" إلى ما قبل عام 1971، الذي شهد التئام شمل الإمارات السبع في دولة واحدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي دعمت مصر إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذي قامت به دولة الإمارات، وتعد مصر من بين أولى الدول التي اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه ودعمته دوليًا وإقليميًا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة قوة جديدة للعرب.
وتميزت العلاقات بين مصر والإمارات بالخصوصية والاحترام المتبادل منذ نشأتها، خاصة في ظل العلاقات الأخوية الوطيدة بين حكام البلدين مما انعكس إيجابيًا على مجمل العلاقات الثنائية في مساراتها الرسمية على المستوى السياسي والاقتصادي، وفي مسارها الأهلي على المستويات الثقافية والاجتماعية والتجارية.
كما يميز العلاقات السياسية بين البلدين قدرتها على إرساء جذور الصداقة والأخوة القائمة بينهما وتطويرها، في إطار تحكمه عدة أهداف مشتركة أهمها التضامن والعمل العربي المشترك والعمل في المحافل الدولية على نبذ العنف وحل الخلافات بالطرق السلمية.
وأدى ازدياد قوة العلاقات الثنائية بين البلدين إلى ازدياد التعاون بينهما في جميع المجالات خاصة المجالات الاقتصادية، الأمر الذي أدى إلى ازدياد حجم الاستثمارات الإماراتية، بحيث أصبحت الإمارات من كبرى الدول المستثمرة في مصر كما تعد زيارة اليوم التاسعة لولي عهد أبو ظبي منذ تولي الرئيس السيسي الحكم.
الأولى كانت في السابع من يونيو 2014، حيث زار ولي عهد أبو ظبي مصر لحضور حفل تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسًا لجمهورية مصر العربية، كما قدم بن زايد للرئيس السابق عدلي منصور بأسمى آيات الشكر والتقدير على قيادته الحكيمة للمرحلة الانتقالية.
الثانية في السابع عشر من سبتمبر 2014، حيث زار ولي عهد أبو ظبي مصر، بحث خلال زيارته مع الرئيس السيسي دور الإعلام ورجال الدين في التوعية والتنوير ونقل الحقائق للشعوب العربية.
كما قام ولي عهد أبو ظبي بزيارة النصب التذكاري لشهداء القوات المسلحة بمدينة نصر ووضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول.
الثالثة كانت في 21 أبريل 2016، حيث زار محمد بن زايد آل نهيان مصر استقبله الرئيس السيسي، وتم خلال اللقاء التباحث بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية وسبل تنميتها وتطويرها للارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزًا من التعاون والتنسيق الإستراتيجي بين البلدين، بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين، لا سيما في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة التي تتطلب تضافرًا للجهود وتعزيزًا للتكاتف ووحدة الصف العربي في مواجهة التحديات المختلفة، لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
الرابعة في الخامس والعشرين من مايو 2016، حيث زار بن زايد مصر واستقبله الرئيس السيسي، وأكد الشيخ محمد موقف بلاده الداعم لمصر والمؤيد لحق شعبها في التنمية والاستقرار والنمو، مشيرًا إلى أن مصر تعد ركيزة للاستقرار وصمامًا للأمان في منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل إستراتيجي وأمني في المنطقة.
الخامسة كانت في العاشر من نوفمبر 2016 حيث زار بن زايد مصر استقبله الرئيس السيسي.
وبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، كما شهد اللقاء تباحثًا حول المستجدات على الصعيد الإقليمي في ضوء الأزمات القائمة بالمنطقة، حيث تطابقت رؤى البلدين بشأن ضرورة تعزيز جهود لم الشمل العربي وتعزيز وحدة الصف والعمل على احتواء الخلافات القائمة إزاء سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الوطن العربي، وذلك من خلال مد جسور التواصل والتعاون والحوار بما يحقق التوافق العربي المنشود.
كما تم تأكيد أهمية بذل المزيد من الجهود بهدف التوصل لتسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من الدول العربية، بما يحفظ وحدتها وسلامتها الإقليمية ويصون مؤسساتها الوطنية ومُقدرات شعوبها.
السادسة في التاسع عشر من يونيو 2017، حيث زار بن زايد مصر استقبله الرئيس السيسي، وبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات، فضلا عن عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأزمات التي تشهدها المنطقة وجهود مكافحة الإرهاب.
السابعة في الثاني والعشرين من يوليو 2017، حيث زار ولي عهد أبو ظبي مصر للمشاركة في افتتاح قاعدة "محمد نجيب العسكرية" بمدينة الحمام غرب الإسكندرية، التي تعد أكبر قاعدة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
الثامنة في العاشر من أبريل حيث استقبل الرئيس السيسي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي حيث عقدا لقاءً ثنائيًا تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.
وقد رحب الرئيس بسمو الشيخ محمد بن زايد، معربًا عما تكنه مصر قيادةً وشعبًا من تقدير كبير لدولة الإمارات الشقيقة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وأشاد الرئيس بالعلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا حرص مصر على مواصلة الارتقاء بأطر التعاون المشترك مع الإمارات في شتى المجالات.
وأكد الرئيس أن العلاقات بين مصر والإمارات تمثل نموذجًا مثاليًا للتعاون الإستراتيجي البناء بين الدول العربية، منوهًا في هذا الإطار بجهود دولة الإمارات الفعالة في تعزيز العمل العربي المشترك.