رئيس التحرير
عصام كامل

صراحة.. ما تعودنا عليها مع رؤساء مصر السابقين!!


في المؤتمر الوطني السادس للشباب الذي احتضنته جامعة القاهرة، سأل الشباب الرئيس بكل صراحة وشجاعة أسئلة ما تعودونا عليها مع رؤساء سابقين.. وربما لو سئلت وقتها لقوبلت بعاصفة ضيق وغضب لكن السيسي – كعادته- وتلك شهادة حق منذ تولى الحكم يصارح الشعب بالحقائق والصعوبات وطبيعة المشكلات والتحديات التي كثيرا ما غيَّبتها أنظمة سابقة وتعاملت معها باعتبارها شأنًا رئاسيًا لا يحق للعامة الاطلاع عليه والمشاركة فيه؛ ربما خوفًا من ردود أفعالهم أو تحاشيًا لإثارة المتاعب ورغبة في البقاء في مقاعد السلطة دون منغصات..


الأمر الذي قد يفسر لنا لماذا جرى التعامل مع مشكلات مصر بمنطق التسويف والترحيل وليس بروح المصارحة والحسم واقتحام المشكلات التي آثر السيسي اللجوء إليها؛ رغم ما قد يجلبه ذلك من متاعب ويخصم من رصيد شعبيته وهو ما حدث بالفعل جراء القرارات الاقتصادية الإصلاحية بدءًا من تعويم الجنيه وتحريك أسعار المحروقات وغيرهما.. لكن الرئيس لم يعبأ بخسارته السياسية ما دامت مصلحة مصر متحققة في تلك القرارات وهي بالقطع مقدمة على ما سواها.

وإذا عدنا إلى كلمات الرئيس وتصريحاته لأدركنا كم كانت الشفافية والمصارحة ومصلحة البلاد والعباد حاضرة دائمًا في عقله وأولوياته.. فقد قال "لم أخف عنكم شيئًا.. فما قلته في فبراير 2011 بعد أحداث يناير أن الواقع مؤلم والمشكلات صعبة والتحديات كبيرة هو ما أقوله الآن.. فالروشتة واحدة، وتوصيف ما نعاني منه لم يتغير.. لم أقل إني سأضاعف المرتبات بل قلت إن المصاعب كبيرة لا أقدر وحدي على حلها ولكن سوف نحلها معًا..

وكان ردكم: "نحن معك".. إذن لم أخدع أحدًا.. كنا نتكلم بشفافية.. وأنتم من طلبتم مني الشفافية وأنتم من طلبتم مني الترشح.. كما طلبتم من الجيش حماية الشعب من الإخوان.. وهنا أسأل – والكلام للرئيس- هل نحن في مسار تصاعدي في تطور الدولة المصرية أم العكس.. ولا تظلموا تجربة الإصلاح الاقتصادي التي لولاها ما كان هناك إصلاح للتعليم أو الصحة أو بناء الإنسان أو ما نقوم به من إجراءات لانطلاق مصر نحو الأفضل؛ فلولا الاستقرار والأمن الذي تحقق بدماء الشهداء من المصريين ما كنا في هذا الوضع، ولا استطعنا القيام بأي إصلاحات.. فلا تظلموا التجربة بمؤشرات ارتفاع الأسعار..

فهناك عمل كبير ومشروعات ضخمة تغطي كل المجالات.. وفي الوقت نفسه تتم محاربة الإرهاب بلا هوادة.. ونحن لا نجري اتصالات ولا نعمل مصالحات واللي هيعمل مصالحة أنتم".
الجريدة الرسمية