رئيس التحرير
عصام كامل

بتلوموني ليه!


نقلا عن صفحة أستاذنا الكاتب الصحفي الكبير رفعت فياض رئيس قسم التعليم مدير تحرير "أخبار اليوم" وأكثر الصحفيين المصريين خبرة بأمور التعليم العالي و"العادي" على السواء، جاء قبل أيام قليلة ما يلي حرفيا:


"قرر مجلس تأديب أعضاء هيئة التدريس بجامعة مدينة السادات برئاسة د.حمدى عمارة نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وعضوية المستشار حامد القاضى نائب رئيس مجلس الدولة ود.فايز محمد حسين رئيس قسم فلسفة القانون وتاريخه بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية مجازاة د.حسنين طه عميد كلية التجارة السابق بالجامعة بعقوبة اللوم بعدما ثبت قيامه باصطحاب طالب كويتى كان مشرفا عليه في رسالة ماجستير إلى مكتب الدكتور أحمد جمال الدين المشرف الثاني على رسالة الطالب ليقدم له رشوة جنيهات ذهبية كتعبير عن حبه وشكره للمشرفين.

والتي رفضها المشرف الثانى بشدة ورفض تصرف د.حسنين طه، وتقدم بشكوى للدكتور أحمد بيومى رئيس الجامعة الذي أحال الأمر إلى التحقيق، ثم إلى مجلس التأديب الذي قرر في مسببات قراره باللوم لعميد التجارة السابق أنه كان ينبغى عليه أن يعنف الطالب على ماذكره وبدر منه بأشد الألفاظ وبأقصى أنواع العنف.

حتى لو وصل الأمر إلى الإمتناع عن عقد جلسة مناقشة الطالب المذكور في رسالة الماجستير ردا على ما بدر منه، وهذا ما يتفق مع السلوك القويم لعضو هيئة التدريس إلا أن ذهابه مع الطالب إلى زميله الدكتور الشاكى وعرض الأمر عليه يتعارض مع واجب احترام القيم والتقاليد الجامعية والحفاظ على كرامة الوظيفة، وبالتالى يشكل مخالفة تأديبية جسيمة تستوجب مجازاته تأديبيا عنها، وأخذه بالشدة الرادعة، ولهذا قرر مجلس التأديب مجازات العميد السابق عن المخالفات المنسوبة إليه بقرار الإحالة بعقوبة "اللوم"!

السؤال: هل الشدة الرادعة تكتفي باللوم؟ إذن كيف حال الشدة غير الرادعة؟ وإذن كيف حال اللي مش شدة أصلا؟ وإذا كان "عدم احترام القيم والتقاليد الجامعية والحفاظ على كرامة الوظيفة "لا يستوجب عقوبة أعلى من اللوم.. فما الذي يستوجب؟ ألا يمكن تغيير هذه اللائحة التأديبية؟ ثم أين ذهبت الجنيهات الذهبية؟ وأين ذهب الطالب "الننوس" الذي يحمل في الجامعة الجنيهات الذهبية؟

والأهم: أليست الجامعة جزء من أرض مصر يجوز فيها التحقيق العام من الأجهزة المختصة بعيدا عن التحقيقات الداخلية تلك أو بالإضافة إليها؟
من حق العميد الآن أن يدندن مع العندليب "بتلوموني ليه" وقد باتت تسعيرة الجنيهات الذهبية هي "اللوم"!
الجريدة الرسمية