رئيس التحرير
عصام كامل

«النوم في العسل».. شعار مسئولي الآثار الإسلامية والقبطية في المنيا

فيتو

في العاشر من يوليو الماضي خرجت مديرية أمن المنيا ببيان أعلنت خلاله القبض على تشكيل عصابي توصل إلى منطقة تضم مخزونًا أثريًا كبيرًا حاولوا نهبه، وبحوزتهم 484 قطعة أثرية، والمدينة الأثرية ترجع للعصر اليوناني الروماني وبها العديد من المقابر الأثرية المنحوتة في الصخر.


تم تشكيل لجنة أثرية بعد القبض على تشكيل عصابي، وقامت اللجنة بالمعاينة، التي أوضحت معالم المدينة المكتشفة، ويرجع تاريخ المدينة الأثرية إلى فترة القرن الثاني والثالث والرابع الروماني، ويحتوى الموقع الأثري على عدد كبير جدًا من المقابر المنحوتة.

لكن الغريب أن تلك المنطقة منذ عام 2009 أي ما يقارب من 10 سنوات كان قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمحافظة على دراية كاملة بها، ولم يتحرك لهم ساكنًا، واكتفى القطاع بأن يطلق عليها "منطقة حجرية"، ليس لها أي قيمة أثرية، إلا أن ظهر مجموعة من لصوص الآثار والمنقبين استطاعوا أن يثبتوا فشل قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمنيا، وتمكنوا من اكتشاف مدينة بأكملها ترجع للعصر اليوناني الروماني وأكثر من 484 قطعة أثرية.

اللافت أن تلك المدينة المكتشفة التي رفض قطاع الآثار الإسلامية والقبطية ضمها يجاورها أكثر من 22 معبدا قبطيا حتى الآن يرفض قطاع الآثار ضمها، ويزعم أنها منطقة صخرية، ولكنها في الحقيقة منطقة أثرية قبطية، معابد في بطون الجبل، قادرة على تغيير الخريطة السياحية في المحافظة، بعد أن فشل جميع التنفيذيين في جذب السياحة الخارجية إليها.

"فيتو"، رصدت تلك المعابد الأثرية القبطية التي رفض ضمها قطاع الآثار الإسلامية والقبطية حيث يتوقف الإهمال من قبل القطاع عند حد، وطالب الشيخ سلامة عبد الرازق، وكيل وزارة الأوقاف بالمنيا، وزيرَ الآثار، التدخل السريع لإنقاذ رفات أكثر من 70 صحابيا من شهداء الفتوحات الإسلامية بمنطقة البهنسا بمركز بني مزار، من نهش الكلاب والحيوانات الضالة، وتعرضها للعراء والحفاظ على المكان كونه مزارا دينيا وسياحيا للمصريين وكل دول العالم.

وتابع أنه أثناء قيامه بتفقد المساجد والأضرحة، فوجئ بسوء حالة المنطقة وتعرض رفات أحفاد الصحابة لنهش الكلاب والحيوانات الضالة، وغياب عوامل الأمان، وعدم القيام بأعمال التغطية وإقامة أسوار حديدية، وحذر من ظهور مقابر وأضرحة الصحابة بهذا الشكل غير الإنساني أمام كاميرات الوافدين من الخارجين والمصورين، خوفا في استغلالها للإساءة للإسلام والمسلمين.

يذكر أن منطقة البهنسا بالمنيا قد شهدت صفحات مجيدة من تاريخ الفتح الإسلامي لمصر حيث يُطلق عليها مدينة الشهداء لكثرة من اسُتشهد فيها عام 22 هجرية، عندما أرسل عمرو بن العاص جيشا لفتح الصعيد بقيادة قيس بن الحارث وعندما وصل إلى البهنسا، كانت ذات أسوار منيعة وأبواب حصينة، كما أن حاميتها الرومانية قاومت جيش المسلمين بشدة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء المسلمين، وهو ما كان سببا في قدسية المدينة داخل نفوس أهلها، الذين أطلقوا عليها مدينة الشهداء.

وتضم البهنسا، مسجد على الجمام، وجبانة المسلمين التي يوجد فيها حولها عدد كبير من القباب والأضرحة التي تنسب للصحابة والتابعين والعلماء الذين زاروا المدينة ومقابر (مقامات) لشهداء الجيش الإسلامي الذين شاركوا في فتح مصر واستشهدوا على هذه الأرض خلال حملتهم في فتح الصعيد.
الجريدة الرسمية