رئيس التحرير
عصام كامل

آثار المنيا تحت أقدام المواشي.. 102 مليون جنيه أنفقتها الدولة على المتحف الآتوني وتأخير افتتاحه يثير الجدل.. «البهنسا» معالم سياحية دمرتها الخرافات.. و«الأشمونيين» مرتعًا للحيوانات

فيتو

ربما لا يعلم الكثيرون أن محافظة المنيا تأتى في المرتبة الثالثة، بعد "الأقصر والجيزة" كأكثر المحافظات ثراءً بالآثار في مصر.

ورغم الأهمية التاريخية والأثرية والسياحية التي تتمتع بها المحافظة إلا أن آثارها تعانى إهمالا شديدًا، في ظل عدم وجود خطة حقيقية للنهوض بالسياحة بها، حتى إن بعض المناطق السياحية في المنيا تحولت إلى مراعٍ للأغنام والأبقار، والبعض الآخر أوشك على الانهيار، وتحولت بعض المزارات إلى أوكار لأعمال الدجل والشعوذة، يقصدها راغبو العلاج أو الزواج والباحثون عن الإنجاب، لكل هذه الأسباب تراجعت معدلات الإشغال السياحى للوفود الأجنبية للمحافظة إلى 3 % فقط.


“فيتو” تجولت في عدد من المناطق الأثرية بالمنيا، وترصد بالكلمة والصورة، حالة الإهمال التي تعانى منها، رغم إنفاق عشرات الملايين من الجنيهات على صيانتها وتطويرها.

ملايين مهدرة
رغم أن الدولة أنفقت أكثر من 102 مليون جنيه في المرحلتين الأولى والثانية لإنشاء المتحف الآتونى الكائن بمدينة المنيا إلا أنه لم ير النور حتى الآن، ففى عام 2007 بدأ العمل على إنشاء المتحف الآتونى الأثرى الأكبر في صعيد مصر، على أن يتم الانتهاء منه، حسبما صرح به الدكتور زاهى حواس، رئيس المجلس الأعلى للآثار وقتها، خلال عام تقريبًا ومنذ ذلك الحين وحتى وقتنا هذا لم يتم الانتهاء منه؛ أي نحو 11 عامًا.

حين فكرت الحكومة في إنشاء هذا الكيان الضخم كان الهدف منه إبراز أهم حقبة مر بها التاريخ المصرى القديم “العمارنة”، والتي عرفت بالفن الآتوني، وليكون أول متحف من نوعه مخصصًا لآثار إخناتون فرعون التوحيد والملكة نفرتيتي، إلا أن التباطؤ والإهمال والروتين حوَّل حلم اكتمال هذا المتحف إلى كابوس، على مدى 11 عامًا من الوعود الوزارية والتصريحات الوردية.


البهنسا.. معالم سياحية دمرتها الخرافات

وفى جولة لـ”فيتو” داخل مركز بنى مزار، وتحديدًا داخل قرية البهنسا، الواقعة على الطريق الصحراوى الغربي، يعتبرها الأهالي أرض التبرك، حيث تضم رفات صحابة رسول الله (ص)، فمع الساعة السابعة صباحًا من كل جمعة يتسابق الوافدون على زيارة أكبر المعالم السياحية الإسلامية في الصعيد.

تشتهر البهنسا بأنها أرض أضرحة ومقامات صحابة الرسول (ص) ممن شاركوا في غزوة بدر، وصحابة وتابعين شاركوا في الفتح الإسلامي، وعدد من أولياء الله الصالحين.

فور وصولك للبهنسا لا بد أن تزور قبر “سيدى على الجمام”، قاضى قضاة البهنسا، وهو المكان الوحيد الذي حظى باهتمام هيئة الآثار، وفور وصولك إليه يستقبلك حارس يطالبك بأن تخلع حذاءك قبل الدخول؛ لأن ذلك المكان شهد استشهاد عدد كبير من أصحاب رسول الله (ص)، وزوار هذا المكان يتبركون به، وقبل أيام من الامتحانات يقصده الطلاب.

الأشمونيين.. مرتعًا للحيوانات
فور دخولك قرية الأشمونين بملوى تخطف أنظارك للماشية التي تأكل وتترعرع على أرض الفراعنة، ووسط طريق غير مؤهل للسير على الأقدام تجد نفسك أمام السوق اليونانية المحاطة بمجموعة من الأعمدة من الجرانيت الأحمر مدون عليها تاريخ إنشاء السوق سنة 350 ق. م، وإذا حاولت النظر إلى يسارك تجد بقايا معبد من عهد الملك أمنمحات الثانى يرجع تاريخه إلى عهد الدولة الحديثة، وبقايا معبد للملك أمنحتب الثالث للإله جحوتى، تحجبها أدخنة كثيفة، فقد أشعل الأهالي النيران للقضاء على الحشائش الخضراء التي أخفت المعالم الأثرية للمعابد، وانعدام وجود سور لحمايتها جعل المنطقة ممرًا ليس للأهالي فقط، بل أيضًأ للحيوانات والماشية التي ترعى في المنطقة الأثرية دون رادع.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية