هل كشف الفساد أفضل.. أم التستر عليه؟!
وردت إلينا رسالة من أحد القراء يقول فيها: "نتابع كل يوم ما ينشر في الصحف عن تبرعات لمستشفى ٥٧٣٥٧ التي تبين أنها تذهب أدراج الرياح، مما أفقدنا الثقة في العمل الخيرى، كذلك التصريحات غير المسئولة من بعض الوزراء والمسئولين أفقدتنا الثقة في المسئولين بالحكومة، وأخيرا فإن فساد من هم أولى بحماية المال العام مثل المحافظ ومسئول الجمارك وغيرهما أفقدنا الثقة فيهم.. نشعر أن الفساد يحيط بنا ولا نعرف بمن نثق.
لم يعد لدى ثقة في الغد كما تذكر دائما في كلامك "أن غدا أفضل"، فالأفضل أن تعترف بالواقع، ولنتوقف عن ترديد الكلام المنمق المتفائل، فالمجتمع فسد، ولا تحدثنى عّن الأمل لأنه لم يعد لدى أمل في الغد".
انتهت رسالة الأخ الكريم الذي أتوجه له بالشكر على متابعتى وأقول له:
عزيزى أقدر بالطبع الأثر النفسي على المواطن من جراء سماع الأخبار التي تدفع إلى فقد الثقة في كل ما يحيط بِنَا، إن قمنا بتعميم الصور الفردية على الناس جميعا، بمعنى أنه عندما تجد خبرا عن اكتشاف فساد هذا يعكس الوجه الآخر، وهو تبنى الدولة مبدأ الشفافية والكشف عن الفساد عن طريق جهاز محايد يضبط الفاسدين في كل أرجاء الدولة، كما أن ذلك الجهاز لديه كامل الصلاحيات لأداء عمله، حتى ولو كان الفاسد في منصب لم يكن أحد في الماضى يفكر في الاقتراب منه.
التعميم شىء غير منطقى، إذ كيف نصف مجتمعا بالفساد، ومازلت أنت ومن تعرف وأنا ومن أعرف نشهد لنا ولهم بالأمانة.. إذا أرجو أن تتعدل الرؤية إلى ما يلى:
التبرعات التي تم الاشتباه في حدوث اختلاسات فيها لم يتم التستر عليها، بل تم كشفها، وجهات التحقيق مازالت تحقق فيها، وتم محاسبة رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عندما حظر النشر في تلك القضية، لأن ذلك من سلطات النائب العام.
التصاريح غير المسئولة لبعض المسئولين يجب ألا تفقدنا الثقة في كل المسئولين، فلا يتحمل أحد خطأ أحد ، هذا هو العدل، فإذا كان هناك من يخطئ فإننا نوجه إليه اللوم، وندفعه للتغيير للأفضل.
اكتشاف الفساد يظهر لنا الحقيقة، وكشف الأطراف المتورطة فيه أمام الرأى العام ذلك توجه صريح للدولة، ورسالة مفادها أنها لن تحيد عن مواجهة الفاسدين والإعلان عن ذلك.
إن غدا أفضل ليس قرارى، إنما قرار تبناه المصريون لتحقيق غد أفضل بالتحول والصبر، وهو الذي يجعلنا نرى الأمل في أن يحيا أبناؤنا أفضل غدا، فما نزرعه اليوم يحصده أولادنا وأحفادنا.
أرجو أن نرى جميعا الأمور على حقيقتها، وليست الصورة المزيفة التي يرغب البعض في تصويرها لنا، لكى نعمل على تحسين واقعنا، وإلى غد أفضل بإذن الله.