رئيس التحرير
عصام كامل

«صدى البلد» على خط النار!


قصف إعلامي مركز قامت به "صدى البلد" أمس الثلاثاء، قاده الكاتب الصحفي والإعلامي الأستاذ أحمد موسى في برنامجه "على مسئوليتي".. القصف احتوي على "خبطة" مهمة من داخل قناة الجزيرة.. القصف احتوي أيضا على مادة جيدة عن تاريخ حكام قطر- حكام قطر وليس الشعب القطري الشقيق الطيب المغلوب على أمره - كما احتوي القصف المركز على ظهور للمعارضة القطرية في الخارج، وكل ما سبق مكاسب مهمة إلا أن المكسب الأهم في تقديرنا هو الاشتباك العنيف القوى المشروع مع الإعلام القطري التركي..


وهذا أصلا ما ينقصنا وكتبنا وطالبنا به مرات ومرات، لن يفل الحديد إلا الحديد، ولن يوجع أردوغان وتميم إلا معاملتهم بالمثل، هذه المعاملة بالمثل وللأمانة الشديدة لم نرها إلا على صدى البلد.. وحدها من تفتح النار بشكل شبه يومي على حكام الدوحة وأنقرة، ووحدها من استضافت المعارضة عند هؤلاء وعند أولئك، ووحدها من استضافت المعارضة التركية في الاستحقاقات الانتخابية كلها، وبتحمل نفقات كل ذلك بالرضا الوطني التام.

قد يقول أحدهم: وعاجبك الأسلوب والحديث بالطريقة التي كانت في البرنامج؟ ونقول: السؤال بهذه الصيغة وهذه الطريقة معناه أن السائل لا يعرف مدى انحطاط الإعلام القطري التركي،وبلوغه حدا غير مسبوق من الإسفاف والابتذال والحقارة، ومن المفيد جدا أن يعرف القائمون عن الإسفاف والابتذال والحقارة أنهم معرضون لمثل قصف الأمس، وأن من يوجههم ويمولهم هو من سيدفع الثمن. 

فربما دفعت هذه الضغوط الشعبية الدولة المصرية أن تفتح للمعارضة التركية المجال في معارضة أردوغان، وأن تنطلق من هنا قنوات باللغة التركية، وأن يأتي الأصدقاء من تركيا ليخاطبوا الشعب التركي من القاهرة، وشيئا فشيئا سيتسب هذا التعادل إلى الدفع بالتفكير في إغلاق قنوات الشر من هناك، أما التسامح مع أمثال هؤلاء والصبر على الأذي والتعامل بالحسني فلن يؤتي شيئا!

"صدى البلد" لم تتألق أمس فقط.. إنما وعلي مدار أسابيع تقدم حلقات خدمية رائعة للمواطن المصري، من استضافة رئيس حماية المستهلك إلى رئيس الضرائب العقارية في برنامج "صالة التحرير" للإعلامية الأستاذة عزة مصطفى، وقد أدارت حلقاتها بمهنية رفيعة.. ثم مرة أخرى في "على مسئوليتي" وربما حققت الحلقات مع غيرها من الموضوعات الجماهيرية أعلي نسب مشاهدة واتصال هاتفي!

وأخيرا نقول إن السياسي الشاطر هو من يستطيع في أي لحظة أن يرتب أولوياته، ومن له خلاف مع "صدى البلد" لأي سبب فليضعه الآن جانبا، ويدعم فكرة إعلام المعركة، ورد الصاع للإعلام الشرير صاعين، فإن لم يتيسر فالصاع بالصاع، فإن لم يتيسر فـ"الخربشة" كل حين.. وبما يؤكد في الحرب المشتعلة القدرة على الصفع، عند الضرورة!
الجريدة الرسمية