السيسي يفتتح مؤتمر الاتصالات لتمكين ذوي الإعاقة.. الرئيس يكرم المبدعين.. ويعلن عن تدشين مبادرة الإتاحة التكنولوجية للبوابات الإلكترونية للمؤسسات الحكومية
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، المؤتمر والمعرض الدولي السابع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة 2018 في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة تحت رعايته، الذي تنظمه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وزير الاتصالات
وقال المهندس عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إنه تم تحقيق نتائج إيجابية لدعم قدرات متحدي الإعاقة.
وأضاف وزير الاتصالات: "أننا سعينا نحو الاستثمار في عقول الشباب من مطوري البرمجيات"، مؤكدا أن متحدي الإعاقة هم الأقدر على صياغة خطط التنمية الخاصة بهم.
وأوضح طلعت أن وزارة الاتصالات قدمت الدعم التكنولوجي لـ600 مدرسة للتربية الخاصة والدمج، وقال: "حاليا نعمل على تأهيل 60 مركزًا من مراكز الشباب خلال عام".
سفير الاتحاد الأوروبي
وقال إيفان سور كوش سفير الاتحاد الأوروبي، إننا فخورون أننا جزء من المؤتمر السنوي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، موضحا أن 15% من سكان العالم يعيشون بنوع من الإعاقة.
وأضاف سفير الاتحاد الأوروبي: "أننا نسعى لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع وحصولهم على حقوق متساوية، والاتحاد الأوروبي قدم لذوي الإعاقة العديد من البرامج تشمل التكنولوجيا المساعدة لهم"، وأكد أن مصر أحد المشاركين في برنامج الدعم التكنولوجي 2020.
أمين عام جامعة الدول العربية
كما أشاد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، بجهود مصر في التعامل مع ذوي الإعاقة، وقال إن الاضطرابات التي شهدتها المنطقة خلقت دمارا في الإنسانية.
وأكد أبو الغيط أهمية المبادرة التي يتبناها المؤتمر تحت شعار "دمج.. تمكين.. مشاركة".
نماذج من متحدي الإعاقة
كما شاهد الرئيس السيسي 6 نماذج من متحدي الإعاقة يتحدثون عن تجاربهم الحياتية خلال المؤتمر الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما كرم الرئيس السيسي النماذج المشرفة وهم: "طارق حسام الدين - إسلام صابر قاسم – عمرو عبد العزيز – أسماء محمد – أحمد زكريا – ندا أحمد".
كلمة الرئيس
وألقى الرئيس كلمة قال فيها: "لقاؤنا اليوم يُعد تأكيدًا لإرادة الدولة والتزامها بتوظيف واستغلال جميع إمكانياتها البشرية، من أجل إقامة مجتمع ينعم فيه مختلف أبنائه بفرص متساوية للحياة الكريمة، والمشاركة بفاعلية في عملية التنمية الشاملة من خلال تطبيق أحدث التكنولوجيات العالمية".
وأشار إلى أن المؤتمر يأتي تتويجًا للمثابرة وطموح أبناء هذا الشعب العظيم، الذين جسدوا بإرادتهم وجهدهم مثلًا يحتذى به، ودليلًا قاطعًا على أن الإبداع لا يعوقه إلا الاستسلام واليأس.
الاستثمار
وقال إن مصر تضع دائمًا الاستثمار في بناء الإنسان على رأس أولوياتها؛ ولهذا تم اتخاذ خطوات حثيثة لتعظيم الاستفادة من الطاقات الكبيرة لأبناء الوطن من ذوي الاحتياجات الخاصة، فجاء دستور 2014 ليكفل لهم حقوقًا غير مسبوقة، وجاء تمثيلهم في البرلمان تمثيلًا مشرفًا يتيح لهم ممارسة جزء من حقوقهم، بالإضافة إلى إعلان عام 2018 عامًا لذوي الإعاقة الذي شهد إقرار قانون خاص بهم، وذلك جنبًا إلى جنب مع توجيه مجهودات مؤسسات الدولة المختلفة من أجل العمل على إدماجهم في إستراتيجياتها للتنمية.
وأضاف: "ما نشهده اليوم من صورة مشرقة لاستخدام أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إزالة مختلف العقبات أمام ذوي الاحتياجات الخاصة؛ يعد أحد ثمار عمل دءوب لتنفيذ المبادرة التي تم إطلاقها منذ عامين لدمجهم وتمكينهم باستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما يتوافق مع رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، واتفاقية الأمم المتحدة ذات الصلة".
الجوائز الدولية
وأكد أن فوز مصر ممثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالعديد من الجوائز الدولية في مجال استخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدمج وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، يعكس التقدير الدولي لسياسات مصر الداعمة لمبادئ حقوق الإنسان، والتزامها بتعهداتها الدولية بما يمكنها من الريادة الإقليمية في هذا المجال، وهو ما يدفعنا إلى تسخير الإمكانيات للسعي نحو تحويل مصر إلى مركز لتصنيع التكنولوجيا المساعدة، وتصديرها إلى المنطقة العربية وأفريقيا.
وقال: "إننا نتطلع إلى مجتمع يتساوى أبناؤه في ممارسة الحقوق وأداء الواجبات، ولا سبيل لتحقيق ذلك دون استخدام التكنولوجيا المساعدة، فهي الجسر الذي يعبر بنا للوصول إلى نموذج واقعي قابل للتطبيق؛ وهو ما ظهر اليوم جليًا في ابتكارات الشباب في معرض التكنولوجيا المساعدة، وما تضمن من تجارب ناجحة قدمها لنا أبناؤنا من ذوي الاحتياجات الخاصة".
وأكد أن هذه النجاحات تزيدنا ثقة في أننا على الطريق الصحيح، كما تدل على اتباع الدولة للأسلوب العلمي في التعامل مع احتياجاتهم.
الحكومة المصرية
وأشار السيسي إلى أن الحكومة المصرية ستبذل المزيد من الجهد، لخلق بيئة ملائمة لأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة يطلقون من خلالها العنان لإبداعاتهم، وتُمكنهم من التفاعل مع نواح الحياة المختلفة.
وأعلن عن تدشين "مبادرة الإتاحة التكنولوجية للبوابات الإلكترونية للمؤسسات الحكومية" التي تهدف إلى تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الحصول على الخدمات المقدمة على "مواقع إلكترونية عالية الإتاحة التكنولوجية" للجهات الحكومية باستقلالية تامة، والنفاذ إلى المعلومات اللازمة بشكل ميسر.
هدايا السيسي
كما أعلن عن إنشاء "المركز التقني لخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة" كأول مركز من نوعه في أفريقيا، الذي يتيح استخدام التكنولوجيات المساعدة المناسبة كوسيط للتواصل عبر الهواتف لذوي صعوبات السمع والتخاطب.
وقال إن ما رأيته اليوم يعبر وبكل صدق عن اجتهاد عقول مبدعة تسعى لوضع مصر في مصاف الدول المتقدمة في مجال دمج وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، وانطلاقًا من حرص الدولة على تطوير المهارات الشخصية والمعرفية لأبنائها.
وأعلن السيسي عن إنشاء "الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة" وفقًا لأحدث معايير الجودة والتدريب لتصبح الأكاديمية فيما بعد مركزًا إقليميًا لتدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم العربي وأفريقيا من أجل بناء قدرات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال برامج تدريبية عالية الإتاحة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تهدف إلى تأهيلهم للحصول على فرص عمل لائقة ومتنوعة.
الأكاديمية
وأشار إلى أن هذه الأكاديمية تضمن لهم حرية الاختيار والاستقلالية في الأداء من خلال بيئة عمل مواتية وتقديم برامج تدريبية لتأهيل أفراد المجتمع من المتعاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدام تطبيقات التكنولوجيا المساعدة ودعم الابتكار في مجال التكنولوجيا المساعدة وأخيرًا تنمية وتحفيز الابتكار لدى الأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة.
رسائل الأمل
وقال: "أتوجه لكم بالشكر والتقدير على رسائل الأمل التي بعثتموها اليوم في أنفسنا، بقدرتكم على التغلب على الصعاب التي تواجهكم وتحويلها إلى نقاط قوة، وأعدكم أنه أمام صبركم ومثابرتكم؛ ستبذل الدولة بمختلف أجهزتها ومؤسساتها، قصارى جهدها لإنجاز مشروعات مختلفة تسهم في توفير حياة كريمة لكم، وتطور قدراتكم الكامنة، لنؤكد سويًا أن إرادة هذا الوطن، والتكامل بين أبنائه، هما الدافع القوى للانطلاق نحو المستقبل".
وأضاف: "لتتضافر جهودنا جميعًا، لتعزيز ثقافة حماية حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وتساعدهم على الاندماج الاجتماعي، كما أدعو وسائل الإعلام لتبني قضاياهم، وإبراز قصص نجاحهم وتحفيزهم على تخطي التحديات، والتفوق في مختلف المجالات".