إحسان عبد القدوس: قصصى عبرت عن جيلي
في مجلة الجديد عام 1973 أجرى الصحفي محمد الشناوي حوارا مع الأديب إحسان عبد القدوس حول قصصه ومدى تعبيرها عن جيله فقال: تسببت المعارك السياسية والصحفية التي خضتها في خصومة الكثيرين الذين نصبوا أنفسهم للتشهير بي كأديب في محاولة طمس معالم أدبي وتشويه قيمته الحقيقية بحيث لا يأخذ مكانته التي يستحقها من التقدير لو كنت أديبا متفرغا للأدب.
وأضاف: هذا لم يؤثر على شخصيا، لأني استطعت أن أفرق في نفسي بين الأديب والسياسي بحيث أتصرف مع خصومي في الرأي بروح الفنان وتسامحه.
وعبرت بقصصي عن جيلي من خلال ثلاث مراحل:
الأولى هي المرحلة التي بدأت بالتفكير الإرهابى متخذة أسلوب الاغتيالات الفردية، وانتهاء بالاتجاه إلى الثورة الشعبية وتمثلت هذه المرحلة في قصة (في بيتنا رجل).
والمرحلة الثانية هي مرحلة المجتمع الرأسمالي وكيفية نموه في الطبقة الوسطى، والتعارض الحتمي بين الطبقتين في الفترة السابقة على قيام ثورة يوليو 1952 واتضح ذلك في قصة (قصة شيء في صدري).
والمرحلة الثالثة هي المرحلة التي حكمت فيها الثورة وكيف تعددت فيها مراكز السلطة وما تبع ذلك من تفرق جيلنا السياسي إلى أنماط متباينة فيها اللامبالي، الانتهازي، الثورى وتتمثل هذه المرحلة في قصة (لا شيء يهم).
أما المرحلة المكملة فتتمثل في قصة (علبة من الصفيح) التي تحكي تطور جيل الثورة من جيل ثائر إلى جيل مستفيد بالثورة، وفيها يتحول البطل من إنسان ينادي بالشعارات الثورية إلى إنسان غارق في الليالي الحمراء مع استمرار وجود الطبقة الثورية الحقيقية تحت السطح ممثلة في شخصية العجوز.
أبطالى في القصص غير السياسية تلمح فيهم هذا المزج بين الأديب والسياسي في التناول القصصى فبطل النظارة السوداء كان اشتراكيا، وبطل الخيط الرفيع كان اشتراكيا وانقلب إلى انتهازيا.
وفى النهاية حاولت الجمع بين الأديب الذي إرادة أبي والسياسي والصحفي الذي أرادته أمي فكنت ابنا طبيعيا لبيئتي الاجتماعية.