عن الأيدي الخبيثة التي أفسدت التعليم!
كيف وصل حال التعليم إلى ما هو عليه الآن؟ أين كنا وأين كانوا؟ متى تحديدا تدهور التعليم في بلادنا؟ هل في اللحظة التي أشركنا الخبراء الأمريكان في تطويره؟ على أساس بعض شروط المعونة الأمريكية؟ أم عند اللحظة التي قررنا فيها إلغاء نظام الحضور والانصراف؟ أم لا هذه ولا تلك والمسألة بعيدة عن الشكليات، وأن التدهور حدث مع إلغاء مادة التربية القومية التي لم تكن للنجاح أو للرسوب لكن كانت تعبيرا عن التزام حكومي بتربية أبناء مصر وطنيا، فلما تنازلت عنه الدولة ذهب معه أشياء كثيرة؟
أم لا هذه ولا تلك ولا الأخيرة إنما تدهور التعليم عندما استسلمت الدولة للدروس الخصوصية وتحولت من استثناء إلى أصل وارتكنت عليها الدولة لـ"رشوة" بعض المدرسين بأن تترك لهم الحبل على الغارب دون أن تتكفل بزيادة أجورهم ولا تدريبهم؟ أم كل ما سبق غير صحيح وأن التدهور حدث مع إهمال تحية العلم الذي كان تدشينًا لعصر الفوضى وعدم الانتماء؟ أن كل ما سبق صحيح؟
أم أن كل ما سبق صحيح، لكن كان حال التعليم ليس أسعد حظا من باقي القطاعات، فالصحة تدهورت، والصناعة صارت عبئا على الدولة، وتَخصلت من تركة كبيرة ومهمة انتقلت من الستينيات ولم يرعها أحد ولم يهتم بها أحد حتى بيعت في بثمن بخس دولارات معدودات بإشراف عاطف عبيد ورجاله، وعبيد نفسه كان المنفذ لتعليمات الرئيس مبارك، أي إن الأمر ليس أمر تعليم لكنه حال بلد انهار بالكامل؟!
كيف ترى عزيزي القارئ الإجابة؟ علما أن في التعليم والصناعة تحديدا العبرة بالنتائج والنتائج سلبية إلى أقصى حد ويستحيل معها توقع أسوأ مما هو موجود ويستحيل مع الأخيرة أيضا رفض أو التردد في دعم مشروع الدكتور طارق شوقي أو للدقة مشروع الدولة المصرية لإصلاح التعليم!