الحاج مدبولى : نجيب محفوظ رفضنى كناشر.. لكنى أحبه
في مجلة نصف الدنيا وفى ملحق خاص عن نجيب محفوظ عام 2006 أجرت الصحفية سهير عبد الحميد حوارا مع الحاج مدبولى، أشهر ناشر في مصر وصاحب مكتبة مدبولى الشهيرة بوسط القاهرة الذي رحل عام 2008 قال فيه:
بدأت العمل في مجال النشر في مكتبة عبارة عن كشك صغير بميدان طلعت حرب مع شقيقي، وكانت البداية ببيع الكتب والمجلات عام 1952 وفى عام 1958 بدأت علاقتى بالنشر فقدمت الأعمال العالمية المترجمة.
ثم تحول مدبولى إلى رمز وصارت مكتبته معبدا للثقافة حتى إن الكاتب الصحفي أنيس منصور وصفه بأنه أحد أهم معالم الثقافة في مصر.
سألته صحفية نصف الدنيا عن الأديب نجيب محفوظ وكيف كانت العلاقة بينهما؟
قال مدبولى: هو رجل هادئ قليل الكلام وكان طقسه اليومى أن يتوقف عند مكتبتى يشترى كل ما هو جديد في عالم الرواية والترجمات التي كانت تنفرد بها مكتبتنا.
كانت لقاءاتي به مختزلة في الكلمات في سؤاله عن الجديد ثم ينصرف في هدوء إلى مقهى ريش.
سألته: لماذا ريش ومدبولى بالذات ؟
قال: إن ريش محطة المثقفين وكبار الفنانين ويعود عمرها إلى منتصف القرن التاسع عشر، ففيها كان يجلس عبده الحامولى ثم أم كلثوم التي كانت تجتمع في هذا المقهى مع المفكرين والمثقفين خاصة كُتاب الأغاني.
وأضاف: كل من زار وارتاد ريش هو من رواد مكتبة مدبولى، وذلك لأنى قررت منذ اللحظة الأولى خدمة العلم والمجتمع، وأقول حقيقة كل من قرأ كتبا في حياته كانت بدايته عند مدبولى.
سألته: ولماذا لم تنشر روايات محفوظ عند مدبولى؟
قال: سألته بالفعل منذ بدايته أن ينشر في دارى رواياته، فرفض بأسلوب مهذب كاشفا لى عمق علاقته بعبد الحميد جودة السحار، الذي نشر له مؤلفاته، فازددت احتراما له، لكنى اشترى رواياته وأعرضها في مكتبتى وكانت تنفد عن آخرها.
عن أهم مؤلفات نجيب محفوظ في نظره قال: هي الثلاثية بلا منازع لأنها تقدم الواقع وعادات الناس.
سألته الصحفية عن أهم مميزات نجيب محفوظ؟
قال: هو من الروائيين المعدودين الذين لهم فلسفة خاصة، وهناك التفرد وعدم التكرار في أعماله، فهو لا يحاكى أحدا وإذا زرت الأماكن التي كتب عنها تأخذك انطباعات محفوظ عنها، رغم انتهاء زمن الفتوات والطرابيش، إلا أن الروح التي وصفها بها مازالت حية.