الأمير أحمد فؤاد: والدي أحب مصر كثيرا
في مجلة سيدتى عام 1995 أدلى الأمير أحمد فؤاد آخر ملوك مصر بحديث طويل عن والده الملك السابق فاروق فقال:
عرفت والدى أولا منه شخصيا ومن والدتى الملكة ناريمان ثم من بعض خاصته ومستشاريه، وأحب أن أوضح أن والدي حينما كان ملكا كان محبوبا لدى الشعب المصرى، وكانوا دائما يهتفون بحياته، وتلك حقبة تاريخية يعرفها جميع من عاصروه وقد لمسوا منه صدق حبه لبلاده.
أحب فاروق مصر بقوة وكان ملكا وطنيا ضد الاحتلال البريطانى فقد كشر أنيابه واحتقر عملاءه وكاد بسبب ذلك يفقد عرشه عندما حاصرت دبابات الاحتلال قصر عابدين في حادثة 4 فبراير 1942.
وأضاف: أن مأساة الملك فاروق أنه أصبح ملكا في السادسة عشرة من عمره، وعندما بلغ الثامنة عشرة كانت الحرب العالمية الثانية قد نشبت وانتصر القائد الألمانى روميل على حدود مصر الغربية فحدث التخبط واصطدم الإنجليز بالسيادة الوطنية المصرية ووالدى هو الذي أدرك توحيد البلدان العربية فدعا ملوك ورؤساء العرب في أول قمة عربية في أنشاص لإقامة جامعة الدول العربية، والرحلة الرسمية الوحيدة التي قام بها والدى كانت إلى السعودية.
وهناك أمر آخر أود تسجيله وهو أن والدى الملك فاروق هو الذي أمر الجيش المصرى بالزحف إلى فلسطين عام 1948 للحيلولة دون قيام إسرائيل على أنقاض الوطن العربى، وأعلن الحرب بالرغم من أن رئيس الوزراء في ذلك الوقت محمود فهمى النقراشى عارض ذلك بشدة وطلب تأجيل القرار، ويا ليته سمع حتى يستعد أفضل فكانت مصيبة الأسلحة الفاسدة.
وقامت حركة الجيش في 23 يوليو وظل النظام الملكى قائما وكنت ملكا لمدة 11 شهرا بمجلس وصاية شكله مجلس قيادة الثورة.
وأخيرا هناك حقيقة تاريخية وهى أن والدى رفض بشكل قاطع أن يكون سببا في إراقة دماء مصرية فمنع وحدات الجيش التي كانت تدين له بالولاء من الاشتباك مع من قاموا بالحركة وآثر الخروج من البلاد والتنازل عن العرش كى يحقن دماء المصريين.
ومن الظلم أن يعتبر فاروق المسئول الأول والأخير عن السلبيات والأخطاء فمصر كانت دولة ديمقراطية برلمانية ووالدى كان ملكا دستوريا بمعنى أنه كان يملك ولا يحكم.