رئيس التحرير
عصام كامل

سر ترحيب تل أبيب بعودة العلم السوري على الحدود

فيتو

رغم عدم قبول دولة الاحتلال لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، إلا أنها لم تغضب من رفع العلم السوري بالقرب من الجولان المحتل للمرة الأولى منذ عام 2014 م. بل إن دولة الاحتلال رحبت بعودة سيطرة الجيش السوري على الحدود.. وذلك إلى عدة أسباب.


كلاهما مر
يرجع السبب الرئيسي إلى أن حكومة دولة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، ترى أنها بين خيارين كلاهما مر ولكن الجيش السوري يعد أقل مرارة بالنسبة لها من الجماعات الأخرى المتطرفة التي لها أجندات خاصة بها ولا يوجد بينها وبين إسرائيل قنوات حوار.

ضمانات روسية
ومن جهة أخرى فإن تل أبيب لديها ضمانات روسية بأن الجيش السوري لن يتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل ويضمن لها الروس منع الاحتكاك مع الجيش السوري.

إبعاد إيران
وترى دولة الاحتلال أن إيران تمثل تهديدا على وجودها وأكدت على منعها من التوصل إلى إنتاج أو امتلاك أسلحة نووية أو أسلحة دمار شامل.

كما يكرر القادة دولة الاحتلال التأكيد على منع إيران من توسيع وترسيخ وجودها في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا وهذا ما يهم إٍسرائيل ويأتي في إطار الوساطة الروسية التي تضمن لها ذلك. وتراقب إسرائيل الأوضاع في جارتها الشمالية سوريا عن كثب منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011م.

جميع المسؤولين الاسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحذرون إيران من إقامة قواعد عسكرية في سوريا الأمر الذي يمكنها من تنفيذ هجمات عليها إنطلاقا منها. وتقول إسرائيل إن طهران قامت بنشر عناصر من الحرس الثوري الإيراني وأسلحة في عدد من القواعد العسكرية والمطارات.

المليشيات الإيرانية
لذا لا يمانع الاسرائيليون كما أعلن أكثر من مسئول إسرائيلي عودة الجيش السوري إلى المواقع التي كانت عليها قبل عام 2011 حسب اتفاقية فصل القوات بين البلدين لعام 1974 شريطة إبعاد إيران أو المليشيات التي تديرها في سوريا عن حدود إسرائيل مسافة 40 كم على الأقل وهو الأمر الذي يتم التفاوض عليه بين إسرائيل وروسيا.

ويدرك الاسرائيليون أن الطرف الوحيد القادر على الحد من الوجود الإيراني في سوريا أو التحكم به هو روسيا، صاحبة الكلمة الأعلى حاليا خاصة بعد أن نجحت في تحييد تركيا تقريبا في الأزمة السورية. فلا غرابة أن رحلات المسؤولين الاسرائيلين إلى موسكر مؤخرا أكثر بكثير من رحلاتهم إلى واشنطن أو أي دولة أخرى، والهدف الوحيد لكل هذه الزيارات هو ضمان أمن إسرائيل عندما تستتب الأوضاع في نهاية المطاف لصالح الأسد كما تشير كل الدلائل.

فوضى الحدود
ولا يمكن إغفال الزيارة الطارئة لوزير الخارجية الروسي ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية إلى إسرائيل ومفاوضاتهم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حول مسألة القوات الموالية لإيران في سوريا، ولأنها لم تأت بنتيجة، فإنه لا يوجد أمام إسرائيل سوى تقبل الجيش السوري بالمنطقة بدلًا من تنظيمات أخرى لا علاقة لها بالروس وخاصة في ظل فوضى الحدود وفقًا للإعلام الإسرائيلي التي تعاني منها دولة الاحتلال خاصة على الحدود مع سوريا وكذلك غزة.
الجريدة الرسمية