رئيس التحرير
عصام كامل

26 يوليو.. يوم التأميم والثأر للفلاحين المصريين!


أخذوا أبناء مصر عُنوة وبالسُخرة من كل مكان فوق أرض المحروسة فحفروها بدمائهم وأرواحهم حقيقة لا مجازا.. فمنهم من قضى نحبه من المرض، ومنهم من لقي ربه من الجوع، ومنهم من رحل في انزلاقات طينية، ومنهم من حرقته انفجارات في صهاريج تحمل مواد كيميائية فصَهرته تماما ولم يتبق منه إلا عظامه.. إلا أن كل هؤلاء وجدوا من يأخذ بثأرهم ويعيد القناة لأهلها بل ويمنح أبناء وأحفاد من حفروا القناة وماتوا فيها جزءًا من أرض بلدهم يعيشون منها ويمسحون بامتلاكها دموع حرمان طويل عاشوا في وطنهم غرباء لا يمتلكون شيئا وليس أصلا لديهم القدرة على الحلم أنهم قد يمتلكون شيئا يوم ما!


لم يكن إذن قرار التأميم مجرد قرار شجاع.. إنما أروع ما فيه هو وعيه بقيمة ومعنى ومغزى القرار.. الذي كان فاصلا بين عصرين.. الأول يجب أن ينتهي، والثاني يجب أن يبدأ.. وفيه المصري سيدا على أرضه للمرة الأولى منذ عشرات السنين!

وتقوم الحرب بسبب التأميم.. وتأتي الأساطيل والطائرات وتصدر الإنذارات والتهديدات ولا تراجع عن قرار الكرامة مهما كان الثمن والنتيجة يرحل آخر جندي بريطاني وتتراجع بريطانيا ومعها فرنسا من دولتين عظميين إلى مجرد دول كبرى، بينما تنهال الإدانة على العدو الإسرائيلي من كل مكان بينما في مصر تعود القناة كاملة ونبني السد العالي شامخا وما هي إلا أيام ويصدر الزعيم البطل القرار الجديد المستحق..

قرار تأميم الممتلكات البريطانية.. إنها استعادة للأموال التي حصلت عليها بريطانيا في الحربين العالميتين من تسهيلات وخدمات ولم تسددها لمصر لأن أحدا لم يطالب بها لا الملك ولا حكوماته ومع ذلك يتبجحون بالزعم أننا كنا نُداين بريطانيا!

هؤلاء الكذابون فريق واحد مع من يهاجمون قرار التأميم.. أعداء الشعب المصري في معسكر واحد.. إخوان كانوا أو مدعون مزورون يقولون على أنفسهم ما ليس فيهم.. فلا هم مؤرخون ولا هم مفكرون ولا هم متخصصون في المصريات والتاريخ الفرعوني.. التاريخ الفرعوني كله اعتزاز بالمصرية والكرامة وبعشق الوطن واستقلاله!

واليوم وفي ذكرى تأميم القناة لا يمكن إلا القول: سلام على روح من أعاد للشعب حقوقه.. والثأر لأجداده أغلى الحقوق وأروعها!
الجريدة الرسمية