رئيس التحرير
عصام كامل

«رجل من الجنوب» تخلد بطولة شيخ محاربي الوادي الجديد

فيتو

ربما لم تكن حياة المحارب عمر صيد الملقب بشيخ المحاربين بالوادى الجديد معروفة لدى كثيرين من أبناء الواحات، إلا بعد وفاته بــ6 أشهر حيث سطر حفيده قصة حياته في إحدى مسابقات مديرية التربية والتعليم، ليبرز من خلالها مسيرة جده.


"رجل من الجنوب".. هو عنوان المقال الصحفي الذي فاز به الطالب سيد أحمد سيد حفيد المحارب عمر صيد الملقب بشيخ المحاربين، بالمركز الأول على مستوى الجمهورية في مسابقة للقصة القصيرة.

ولمن لا يعرف قصة حياة عمر صيد فهو من مواليد 1949 مدينة باريس التابعة لمحافظة الوادى الجديد، حيث التحق بكتاب القرية منذ الصغر ثم بالمدرسة الابتدائية وأكمل تعليمة ثم انضم للقوات المسلحة عام 1967 لأداء الواجب الوطني، وكان يخدم في سلاح الإشارة تحت قيادة الفرقة 18 مشاة بقيادة اللواء أركان حرب فؤاد عزيز غالي بمنطقة السويس وكانت تلك الفترة من الفترات العصيبة على البلاد بعد احتلال سيناء والقناة من جانب العدو الإسرائيلي.

شارك عمر صيد في حرب الاستنزاف عام 1969 والتي كبدت العدو الصهيوني العديد من الأرواح والمعدات العسكرية وكانت بداية معركة التحرير المجيدة، وكان يتمركز بمنطقة الدفرسوار إحدى المناطق العسكرية المهمة وأصيب فيها ضمن اشتباك للفرقة 18 أثناء مهاجمة العدو الصهيوني لإحدى الكتائب، حيث تم التعامل مع العدو بكل بسالة وشجاعة واستشهد العديد من الرجال وأصيب اخرون كان من ضمنهم المحارب عمر صيد وكانت الإصابة عن طريق الطيران الإسرائيلي بطلقات نارية من نوع فيكرز حيث بلغ عدد الطلقات التي أصيب بها ثمانية دفعة واحدة، أغلبهم في العمود الفقرى والساق، حيث كان العدو الإسرائيلي يستخدم هذه الطلقات في الطيران المنخفض للتعامل مع الأفراد والمعدات.

وبعدها تم نقل البطل بالطيران الحربي إلى مستشفى المعادى العسكري لإنقاذ حياته، ولكن أصيب بشلل نصفى نتيجة قوة الإصابة في العمود الفقرى، ولكن لم تتوقف حياته عن هذا الحادث حيث التحق بالمجال الرياضي الخاص بذوى الاحتياجات الخاصة وكان له الشرف أنه كان من المؤسسين لرياضة البارليمبية في مصر والتي مثلها في كثير من الدول واستراليا وهولندا وإنجلترا كندا كما حصل ميداليات في كثير من المسابقات الأخرى الخاصة بألعاب القوى.

توفى المحارب عمر صيد في عمر السبعين، وكان متزوجا ولديه خمسة ابناء واثنى عشر حفيدا وكان يحلم أن يتعافى جسده ليعود للمشاركة في الحرب مرة أخرى، كما تلقى العديد من التكريمات من المحافظين السابقين وحصل على درع سلاح الإشارة الخاص بالقوات المسلحة.
الجريدة الرسمية