رئيس التحرير
عصام كامل

«شيّر في الخير».. نشطاء فيس بوك ينقذون حياة مريضة بالمنوفية

فيتو

يومًا بعد آخر تثبت "مواقع التواصل الاجتماعي" أن بإمكانها أداء دور إيجابي وألا يقتصر دورها على الترفيه، وهو ما ثبت في مدينة الباجور بمحافظة المنوفية.


"هنا الباجور" التوقيت الزمنى يشير إلى الواحدة صباحًا، غدًا يوم عمل لا إجازة، الجميع يستعد للنوم عدا بعض الساهرين ضيقًا من ارتفاع درجة الحرارة، أو من قرر أن يمكث بعض الوقت لتصفح "فيس بوك"، "منشور".. مفاجئ لم يكن كغيره كتبه أحد رواد مستشفى الباجور، يطلب الغوث من شباب المدينة لمساعدة سيدة ترقد بالعناية المركزة وأبنائها لا يستطيعون توفير ما تحتاجه من أدوية وأكياس دم نظرًا لمعاناتها من نزيف وأنيميا حادة مما يجعلها دائما في احتياج للدم كل 12 ساعة، وقعت الكلمات كصاعقة على رءوس من قرأوها ونسوا إرهاق يوم طويل شاق مع درجة حرارة مرتفعة وكأنما استيقظوا لتوهم من نوم عميق لعدة أيام.

الليل كان يلملم خيوط ظلامه ليأذن الله بإشراقة شمس يوم جديد، سيارات تدخل المستشفى، تكاتك تقل شبابا، أين العناية المركزة؟، العاملون بالمستشفى لاحظوا كثرة ترديد هذا السؤال في ذلك الوقت المتأخر، ظن البعض أن حادثًا وقع لكن الأمر لم يكن كذلك، ولكن الشباب المتوافد على المستشفى أبدى استعداده الكامل للتبرع بالدم، بينما أبدى البعض الآخر طلبه لتوفير نفقات علاجها أو شراء أكياس الدم من أي مكان، ووقف أحدهم أمام غرفة العناية المركزة ينتظر قائمة الأدوية المطلوبة وعندما أمسكها بيديه أجهش بالبكاء وكأنما رأى نفسه في ذات الموقف فأراد أن يدخر رصيدًا لا ينسى عندما يبلغ من الكبر عتيًا أو تطارده أمراض الشيخوخة أو يضيق به الحال فيحسن إليه الله كما أحسن و"هل جزاء الإحسان إلا الإحسان".

لم يكتف المتوافدون على المستشفى بتقديم الدعم للسيدة وحدها بل أحضروا الأدوية المطلوبة لباقي المرضى ربما ساقهم الله لمريض تئن أسرته من تكاليف العلاج دون شكوى، لكنهم قد لا يدركون أن أنين من أيقنوا أن مصيرهم بين يدى الله لا يدركه سواه.

المسئولون عن بنك الدم كانوا أيضًا على الموعد وصرفوا الدم فورًا على مسئوليتهم الشخصية وبدون مقابل مادى وأجروا اتصالات لتوفير الأكياس الأخرى من طوارئ مديرية الصحة، لتسطر بضع ساعات ملحمة مجتمعية تسابق فيها الجميع لمد يد العون في وقت يظن الكثيرون أن أخلاق المصريين تغيرت كما تغير كل شيء.

الدكتور سمير مصطفى مدير مستشفى الباجور قال في تصريحات لـ "فيتو" إن هناك قرارا سابقا لوزير الصحة بعدم صرف أي كيس دم إلا بعد تحصيل رسومه، مشيرًا إلى أنه لو تم صرف كيس دم بدون رسوم يتم تحويل المسئول إلى النيابة والجهاز المركزى للمحاسبات، لافتًا إلى أن إدارة المستشفى توفر الدم لصالح المصابين في الحوادث باعتبارهم حالة طارئة بشرط عدم وجود أفراد من أسرهم.
الجريدة الرسمية