المزة ما تعملش كدة (حلقة 17)

بعد قرارى بنزول الشارع، وبعد ما لقيت مُزز كتيرة بتقابلها حاجات خطيرة جدّا تخليها مش مزة غصب عنها.. قررت أعمل جولة كل يوم الصبح، أهه منها تمشية ومنها أكمل الدايت، ومنها برضه أشوف المزز بيعملوا إيه فى الشارع، وأنا رايحة عند سور النادى أتمشى زى كل يوم قررت أوفر واركب ميكروباص، وطلع واحد بيلم الأجرة.. واديته اتنين جنيه ونص، يلا حار ونار فيه هو والسواق اللى قلبلنا دماغنا على الصبح بأغانى الدوم دوم تك تك.. وكان فيه مزة آعدة أدامى إدتله 20 جنيه، وبتقوله: الباقى!!.. تبّاع الميكروباص قالها: باقى إيه؟! قالتله: 20 جنيه، قالها: لأ خمسة بس .. قالتله: لأ 20، قالها: إنتى مِدِّيَانى خمسة جنيه، واداها اتنين جنيه ونص، وهى تقوله: 20، وهو: 5، وكل الناس ساكتين وماحدش بيتكلم، والبنت يا حبة عينى فاضلها دقيقة وممكن تنتحر رميًا من الميكروباص.. قلت لها: إنتى متأكدة إنك ادتيله 20 جنيه؟
قالت: آه متأكدة، هو انا معايا غيرها.. هى مافيش غيرها، والناس أهيه ورا لسة بتلم الأجرة، بس مش عارفة مالهم كل واحد واكل سد الحنك ليه كدة؟ 
قلت: معلش.. منهم اللى فطر فول، ومنهم اللى ما فطرش، بس انتى اتأكدى إنك ادتيله 20 جنيه. 
قالت: أنا متأكدة، وبجد أنا ممكن أضرب السواق والتباع لو ما أخدتش باقى فلوسى. 
قلت: لأ.. تضربيهم وتبوظى يومك وتعكرى دمك وتخسرى كونك مزة؟!! المزة ما تعملش كدة. 
قالت: أمال تعمل إيه؟..
قلت: اعملى نفسك صدقتيه ومعجبة بطريقته فى النداء على الزباين.. إمبابة امبابة امبابة، وكأنها ألحان كمان أو عود .. وساعديه فى إنك تلمى الأجرة من باقى الزباين اللى وراكى، وخديها وانزلى، ولو اتكلم قوليله أنا خدت باقى "الخمسة جنيه بس"، تشاو يا روحى .. واحتفظى بأعصابك وجمالك كمُزّة.