ثورة يوليو سؤال وجواب! (2)
نقفز إلى قلب الموضوع مباشرة ونسأل: لماذا تم استبعاد اللواء محمد نجيب؟
استبعاده كان ضروريا ليس لما أعلن عن اتصاله بالإخوان ودعمهم له إنما أيضا لعدم تمتعه بروح الثورة التي كانت عند الضباط الشبان.. ولذلك ففكرة التغيير الشامل لم تكن موجودة لديه، ولذلك وعلى غير المتداول كانت مشكلة نجيب مع مجلس قيادة الثورة كله وليس مع عبد الناصر وحده، بل كان البعض متطرفًا ضده حتى تم الاتفاق أن يبقى رهن التحفظ وليس أي شيء آخر، وفي قصر منيف على حدود القاهرة ومعه سكرتير وخادم وحارس.. ولم يحدث معه كما يحدث في باقي الثورات! الخلاصة: كان الخلاف موضوعيا وليس شخصيا!
هل كانت مصر تصلح لتكون دولة صناعية؟ أليس بقاؤنا دولة زراعية أجدى وأفضل؟
مصر وقتها نجحت فعلا في التصنيع.. قبل ستون عاما صنعنا بمكونات كبيرة السيارة رمسيس ومعها السيارة نصر، وتلفزيونات النصر وتليمصر، ومعها غسالات وثلاجات إيديال، ومعها الورق في راكتا، والنسيج بطول مصر وعرضها أضيف للوطن بخلاف المحلة، وصنعنا إطارات السيارات وبطارياتها فكانت "نسر"، وصنعنا الزيوت والصابون في طنطا والأغذية في قها وإدفينا، والقطارات في سيماف، والأغذية أيضا في بسكو مصر ومصر للألبان وغيرها من عشرات الصناعات، وطبعا الأسمدة على رأسها في كيما وأبي زعبل، وكانت المعجزتان الكبيرتان في الطائرة حلوان 300 والأدوية!
إذن لماذا تدهورت قيمة الجنيه؟
حتى عام 1970 كان الجنيه تزيد قيمته على دولارين ونصف وبالتالي فليس هناك أي تدهور لأن النسبة كانت قريبة لما كانت عليه سنة 1952 إنما الفارق الكبير والتدهور المستمر بدأ بعد الانفتاح الاقتصادي وسار بنسبة بسيطة حتى سار بسرعة مرعبة من التسعينيات!
ألا ترى تدهور التعليم بسبب المجانية؟
ما علاقة المجانية بتدهور التعليم؟ ولماذا هو متدهور بنسب مختلفة في التعليم غير المجاني؟ للأسف أيضا نحتسب ما جرى بعد وفاة عبد الناصر عليه.. تعليمه لم يعرف الغش الجماعي ولا التجاوز بحق المعلم ولا جرائم-جرائم- هذه الأيام.. وهذا التعليم هو من قدم لعالم أحمد زويل وفاروق وأسامة الباز والدكتور مصطفى السيد والمهندس هاني عازر ووزير التعليم الدكتور طارق شوقي الذي يفخر بذلك!