رئيس التحرير
عصام كامل

ملكة القلوب.. وجامعة الشعوب! (1)


أتصور أن "جول ريميه" لم يدرِ بخلده وهو يدشن أول بطولة رسمية لكأس العالم في أوروجواي عام 1930 أن الساحرة المستديرة سوف تتوج ملكة على عرش القلوب، مستحوذة على كل هذا الاهتمام الجماهيري في مشارق الأرض ومغاربها، يعشقها الكبار والصغار، الفقراء والأغنياء، البيض والسود، الرؤساء والشعوب، الخاصة والعامة على السواء..


وقد شهدنا كيف فرض المونديال نفسه على اجتماع زعماء حلف الناتو، وقامت زعيمة كرواتيا (كوليندا) التي كانت حديث الشاشات والمدرجات بمنح قميص منتخب بلادها ووصيف البطولة لترامب وتريزا ماري رئيسة وزراء إنجلترا، كما عقدت الحكومة الكرواتية اجتماعًا رسميًا بزي فريقها بعد صعوده لنهائيات روسيا 2018 على حساب الأخيرة..

كما حضر الرئيس الفرنسي ماكرون مباريات فريقه حتى النهائي وكذلك فعل ملك إسبانيا والرئيس بوتين وغيرهما من زعماء العالم؛ تقديرًا لمنتخبات بلادهم.. وما أحسب أن أكثر المتفائلين بمستقبل كرة القدم كان بوسعه أن يتوقع لها أن تصبح بهذه الأهمية؛ صانعة للسعادة، ملهبة للمشاعر القومية، مؤلفة للقلوب، مذكية للانتماء القومي، منتزعة للآهات، مفجرة للدموع، فرحًا بالفوز أو حزنًا للخسارة، وأن تخلق حالة عشق وهوس غير مسبوقين حتى رأينا نجومًا كبارًا تتدفق دموعهم بعد خروجهم مبكرًا من الأدوار الأولى للبطولة.
ونكمل غدًا..
الجريدة الرسمية