رئيس التحرير
عصام كامل

خطايا ثورة يوليو


بعد ٦٦ عاما على ثورة يوليو.. هل حقق الثوار أهدافهم؟.. أهداف الثورة التي كنا نذاكرها في المدارس هي: القضاء على الاستعمار.. القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال.. القضاء على الإقطاع.. إقامة جيش وطنى.. إقامة عدالة اجتماعية.. إقامة حياة ديمقراطية سليمة.


تحقق الجلاء الإنجليزي عن مصر واستعادت البلاد سيادتها بشكل شبه كامل، ولم يكن ذلك على أرض مصر وحدها بل تعدت الثورة حدودها إلى المحيط العربي والأفريقي، وأصبحت القاهرة رمزا خالدا للتحرر بكل أطيافه، أما الاحتكار فقد تبدلت أدواته، فاحتكرت الدولة كل شيء فكان ما كان، وفقدت البلاد إحدى رئتي اقتصادها بعد أن فقدنا قدرتنا على بناء قطاع خاص قادر على الإيفاء باحتياجات دولة بحجم مصر، وأهدرت الثروات في غير محلها وهو ما نعاني منه الآن.

لم يكن في مصر إقطاع حتى نقضى عليه، وبالتالي كان هذا الهدف مجرد دغدغة لمشاعر الجماهير.. نعم أقمنا جيشا وطنيا قويا غير أننا منحنا قيادته لمن لا يستحق فكانت نكسة يونيو، وأهدرنا دماء أبنائه في معارك لم يكن لنا فيها ناقة ولا جمل، ثم استعاد السادات دفة الأمور وأعاد القوة العسكرية إلى ما كنا نحلم به فكان انتصار أكتوبر، أما العدالة الاجتماعية فقد تحققت بوسائل أدت إلى حالة من الخمول والفساد لا زلنا ندفع ثمنها.

قصة الحياة الديمقراطية السليمة هي آفة ثورة يوليو.. عرفت البلاد الاعتقال والتعذيب والإقصاء والتهميش وقضت على الحياة السياسية تماما، بعد أزمة مارس التي تظاهر فيها الشعب ضد الديمقراطية!!

وئدت التعددية إلى الأبد ولم تصلح معها تجربة السادات التي ولدت من رحم النظام، فجاءت التجربة التعددية الثانية مجرد ديكور يمنح الديكتاتورية شريانا جديدا تجثم به على صدر الوطن، وها نحن لا نزال ندور في فلك الصوت الواحد والحزب الواحد ولم نستطع الفكاك منه رغم تغير الظروف والمناخ.

‪‪‬٦٦ عاما من ثورة مكنت أهل الثقة وطاردت بكل قوة أهل الخبرة، فأصبحنا في ذيل التصنيفات الدولية في مؤشرات الحرية والشفافية والاقتصاد
الجريدة الرسمية