عبد المحسن سلامة والرئيس
في هذه المساحة كتبت قبل عدة أشهر مطالبًا زملائي الصحفيين والإعلاميين بعدم السير في اتجاه الإساءة إلى أشقائنا في السودان.. كتبت ذلك عندما انبرى بعض الزملاء في الهجوم والإساءة والتطاول وإفساد ما بيننا.. قلتُ إن الأنظمة تتعارك وتعود وفق مصالحها أو وفق ما يدور في المحيط الإقليمي والدولي، ثم تعود المياه إلى مجاريها ولا يتبقى إلا الغصة في نفوس الشعوب، والإعلام بصفة عامة أحد أدوات الشعوب، ولا يجب أن ينزلق إلى مساحات تفرق!
واليوم وبعد زيارة الرئيس السيسي إلى السودان الشقيق، وتناوله بعمق مسألة دور الإعلام بين البلدين، ومطالبته الجماعة الصحفية هنا وهناك بميثاق شرف صحفي يعلي من قيمة الترابط بين شعبين جمعتهما الجغرافيا والتاريخ وخاضا معًا معارك التحرير والبناء، إضافة إلى القواسم المشتركة التي تصل إلى الدم واللغة والأديان.. هذا هو دور الصحافة والإعلام أن يمارسا معًا كل ما هو دافع للترابط ولا يصنع شقاقًا.
ضربت أمثلة ببعض الدخلاء على الإعلام في أزمتنا مع الجزائر الشقيق، وكيف تسبب مجرد معلق رياضي في هوة سحيقة نسفت تاريخًا عظيمًا من النضال المشترك بين شعبين كانا في الماضي مثالًا يحتذى به في التضحية من أجل تحرير بلد عربي دفع من حياة أبنائه مليون شهيد.. بسبب واحد لم يقرأ في حياته كتابًا ولم يضبط في يوم من الأيام عاكفًا على مجرد كتاب القراءة للابتدائي، صرنا فريقين متناحرين.
في هذا الوقت بالتحديد كتبت عن تاريخ النضال الجزائري، وكيف شرفنا كأمة عربية بهذا التاريخ التليد، وكيف زارت الإعلامية المصرية آمال فهمي فدائيات الجزائر في معسكراتهن، ونقلت للمستمع المصري وقائع من العظمة والشرف والتضحية للمرأة الجزائرية التي أصبحت أيقونة عربية يتفاخر بها الرجال قبل النساء.
ومن هذا المنطلق فإنني أطالب الزميل الكاتب الصحفي الكبير عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين المصريين بأن يبادر إلى عقد لقاءات مشتركة مع ممثلي الإعلام السوداني؛ لخلق مساحة حوار حول ميثاق شرف صحفي وإعلامي، وتطبيق ما طالب به الرئيس السيسي؛ ولنضع نموذجًا عربيًا رائدًا يكون نواة لميثاق عربي موحد يتعامل مع القضايا العربية بمسئولية تدرك حجم الأخطار التي تهدد أمتنا.