رئيس التحرير
عصام كامل

الثورة والملكية والإخوان بين روزاليوسف والأهرام!


في 20 يونيو 2015 كتب الزميل "محمود علي" بروزاليوسف مقالا بعنوان "خدعوك فقالوا أيام الملك فاروق" وبالمقال صورة لكاتبه بدا فيها "محمود علي" في أوائل العشرينيات من عمره.. وبعده بشهر واحد كتب الزميل "محمد السيسي" بالأهرام مقالا آخر بعنوان "إذا كنت ممن يعتقدون أن مصر كانت جنة قبل ثورة يوليو.. تعرف على تلك الحقائق قبل أن تحكم"، استرشد فيه بكتاب المؤرخ الراحل الدكتور رءوف عباس الذي رحل قبل عشر سنوات عن عمر يقترب من السبعين عاما، أي إنه ولد قبل أكثر من ثمانين عاما وبما يعادل عمر جد "محمود علي"!


الشاب المحترم "محمود علي" ننقل عنه هذه العبارات "كتير من الكلام على لسان الناس والشباب عن أيام الملكية كانت أجمل أيام يعني بيحصل دلوقتي، نشر صور عن جمال القاهرة ووسط البلد والعمارات والمباني اللي تم بناؤها على الطراز الإنجليزي، واليوناني، والإيطالي، وكل مبنى له قصص تاريخية عن أصحابه وسكانه والأحداث التاريخية التي مرت عليه".. ثم يضيف مندهشا: "السؤال هل كل النعيم ده كان متاح لكل المصريين؟ هل كل الشعب المصري كان عايش في مساكن وبيوت مش شرط على الطراز اليوناني لكن على اﻷقل درجة من الآدمية؟ هل كل المصريين كان متاح ليها السفر ما بين القرى والمركز بمواصلات آدمية هل كان في مدارس ومستشفيات في الصعيد والمحافظات؟!"

بينما يقول الدكتور رءوف عباس عبر مقال محمد السيسي المحترم نقلا عن كتابه "الحركة الوطنية في مصر 1918 ـ 1952 ) ما يلي:

"كانت نسبة المعدمين من سكان الريف تبلغ 76% عام 1937، وبلغت نسبتهم 80% من جملة السكان عام 1952"!، و"إذا أمعنا النظر في كيفية توزيع الدخل القومي لوجدنا 61% من هذا الدخل يذهــب إلى الرأسماليين وكبار الملاك.. فقـد قـدر الدخل القومي عام 1954 بمبلغ 502 مليون جنيه، ذهب منه ما يزيد على 308 ملايين جنيه على شكل إيجارات وأرباح وفوائد، بينما نجد متوسط أجر العامل الزراعي في العام لا يزيد على أربعة عشر جنيها وفق إحصاءات 1950.. وإذا أخذنا في الاعتبار ارتفاع تكاليف المعيشة، لكان الأجر الحقيقي للعامل الزراعي لا يتجاوز ثلاثة جنيهات في العام، كما أن متوسط الأجر السنوي للعامل الصناعي لا يزيد على خمسة وثلاثين جنيها، أي ثمانية جنيهات أجرًا حقيقيـًــا في العام الواحد"!

بينما يورد محمود علي الإحصائيات التالية: "اقتصاد المصري كان تحت سيطرة مجموعة من الإقطاعيين والأجانب، كان فيه 960 شخصا بيسيطروا على الوظائف في الشركات الصناعية منهم 265 مصريا والباقي من الأجانب.

نسبة الأمية كانت 80% من الشعب المصري و45% من الشعب مرضى بالبلهارسي"!

كثيرة هي الأرقام في المقالين والرقم حقيقة كما يقولون ويغني عن ألف كتاب من الإنشاء والهمبكة التي انتشرت كثيرا في سنواتنا الأخيرة.. لكن أهم ما يعنينا في المقال أن وعي الدكتور رءوف عباس انتقل إلى محمد السيسي ثم انتقل إلى محمود علي!
من قال إن الثورة انتهت؟ من قال إن زييف الإخوان سيبقي؟ من قال إن الكذب والتزوير سيستمران؟! لا وألف لا...انسوا!
الجريدة الرسمية