أكاديمية الشرطة.. «هنا مصنع الرجال».. حراس الوطن يرون أحلام حماية الوطن.. وأبناء الشهداء في مقدمة الصفوف: «كلنا مشروع شهيد».. وزير الداخلية: «رجالُنا باقون على العهدِ يُجددونَ
«حماة النظام وجند السلام.. إلى الصف وامضوا بنا للأمام.. كونوا مصابيح بين الأنام تضئ الطريق وتمحو الظلم.. سنرفع للأمن أعلامه ونسعد للشعب أيامه.. ننشر للعدل أحكامه ونحمى الحقوق ونرعى الذمم».. كلمات اتخذها طلاب كلية الشرطة «شعارا».
«هنا مصنع الرجال».. هكذا توصف أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، الأعلام ترفرف على واجهة المبنى، يسير الطلاب في صفوف يتغنون بالنشيد الوطني كل صباح، هم في طريقهم إلى قاعات المحاضرات.. وفصيل آخر إلى ساحة التدريب.. وفصيل آخر يعد الدراسات والبحوث للتطوير.. والكل منهمك في عمله يسابق الزمان من بزوغ الفجر حتى غروب الشمس، يسطرون ملحمة في «خدمة الوطن».
وعلى أبواب الأكاديمية يصطف آلاف من أبناء الوطن يحملون أوراق المبايعة للانضمام إلى صفوف المقاتلين والشهداء من رجال الشرطة للقضاء على الإرهاب والإجرام، ويرددون «في دفاعى وجهادى للبلاد..لا أميل لا ألين..لكى يا مصر السلامة وسلاما.. يا بلادى أن رما الدهر سهامه.. أتقيها بفؤادى.. واسملى في كل حين للعلا أبناء مصر للعلا.. وبمصر شرفوا المستقبل».
تمضى الأوقات وينضم جيل جديد إلى صفوف رجال الشرطة ويعود آخرون إلى مساكنهم يحملون حزنًا من مرافقة مصنع الشهداء والمقاتلين، ولكنهم يفرحون ويساندون من انضموا في خدمة وطنهم، في كل منا مقاتل في مكانه حتى بدعائه.
الساعات الأولى لصباح اليوم السبت، داخل أكاديمية الشرطة، خلية نحل تعمل وتجهيزات تجرى على قدم وساق، تدريبات واستعراض لمهارات..ومع دقات الساعة العاشرة اصطف أكثر من 1200 خريج يستعرضون مهاراتهم في كافة صور مكافحة الإجرام والإرهاب وحماية مقدرات الوطن أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي وقيادات الدولة واللواء محمود توفيق وزير الداخلية والقيادات الأمنية، أبهروا الحضور بمهاراتهم العالية وسط تصفيق حار من الحضور وأسرهم.
"التضحية - الشجاعة - الإقدام - الواجب".. كلمات نطقت بها قلوب رجال الشرطة أثناء التدريبات لتعكس مفاهيم حب الوطن.
"أنا ابن الشهيد ومشروع شهيد وأصرت على دخول كلية الشرطة علشان أكمل مسيرة والدى اللى افتخر بيها".. ويضيف الملازم أول تحت الاختبار مصطفى مالك مهران «والدى علمنى التضحية والفداء ودخلت كلية الشرطة عشان أجيب حق الشهداء"».
«احنا بنقدم نفسا في ميدان العزة والشرف، اللى منه هنجيب حق كل شهيد، وزى ما والدى ضرب أروع الأمثلة في الفداء والتضحية من أجل الوطن.. بقدم نفسى أنا ودفعتى دفعة 2018 لأجل مصر وشعب مصر».. ويستطرد الملازم أحمد محمد سعد نجل الشهيد العميد محمد سعد : " نموت في سيبل الله أو نعيش شرفاء على أرضنا هذه رسالتنا إلى شعب مصر العظيم"
"ما نشاهِدهُ اليوم هو رسالة ٌتؤكدُ قدراتِ المنظومةِ الأمنية على تحقيقِ الأمن ودعمِ ركائزِ الاستقرارِ والتنمية وتأمينِ مكتسباتِ الشعبِ المصري العظيمْ وتترجمُ ثوابتَ وزارةِ الداخليةِ أنهُ لا تهاونَ معَّ من يهددْ أمنَ المصريينْ وهي أهدافٌ اعتمدتْ السياسة الأمنية المعاصرة في تحقيقهَا على مقوماتٍ أساسيةْ، كان في مقدمتِها إعدادُ رجلَ أمنٍ مصري عصري زادهُ الانضباط والعزة واليقظة ومحركُه العزمَ واليقينَ والهمة".
ويضيف اللواء محمود توفيق وزير الداخلية: أن رجالُ الشرطةِ سوف يبقون على عهدِهمْ يُجددونَ العزمَ في كلِّ يومٍ من أجلِ الدفاعِ عن أمنِ مصرَّ واستقرارِها والعملِ على تأمينِ طموحاتِ الحاضرِ وآمالِ المستقبلْ يبذلونَ الجُهدَ والدمَ لمواصلةِ الإسهامِ الجادِ في تحقيقِ المصالحِ العليا للبلادْ يسعونَ دائمًا ليكونوا في طليعةِ المخلصينَ من أبناءِ هذا الوطنِ العزيزْ.
تقع كلية الشرطة على مساحة تتجاوز سبعمائة وتسعين فدانا بالقوس الشرقى للطريق الدائرى بالتجمع الأول، والتي شيدت مبانى جديدة السنوات الماضية لأكاديمية الشرطة لتليق بالسمعة العلمية العريقة التي تتمتع بها عبر تاريخها الطويل الذي امتد قرنًا من الزمان.
ويتسم التصميم المعمارى بالطابع الفرعونى الذي يشير إلى العراقة والأصالة المصرية، وتشمل محتويات (فصول دراسية، وأماكن الإعاشة، ساحات التدريب، ومطاعم كبرى، مخبز، مغسلة، مبنى للمجندين والأمن، وقرية تكتيكية "مسرح عمليات تكتيكي مفتوح يحاكي واقع العمليات الأمنية الميدانية في جميع أفرع تخصصاتها، ومركز بحوث..وغيرها).
«نواكب التطور كل عام بالتدريب المستمر للطلاب وتحديث المناهج للدارسين بما يتفق مع حقوق الإنسان وحماية مقدرات الوطن والمواطن ».. ويضيف اللواء أحمد إبراهيم مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة «الوزارة لا تدخر جهدًا في توفير الدعم المادى لإدخال أحدث معدات التدريب وتبادل الخبرات مع الدول الصديقة في مكافحة الجريمة بشتى صورها».
الالتحاق بكلية الشرطة متاح لكافة أبناء الشعب المصرى دون تميز ولا وساطة أو محسوبية، ومعايير الاختيار تخضع لقانون هيئة الشرطة.
«شهد عام 2012 استحداث وتطوير المناهج الدراسية، والاهتمام بالدراسات المتعلقة بحقوق الإنسان، وإعداد الكوادر العلمية المناط بها تدريسها، باعتبارها أساسا دستوريًا وشرعيا لعمل جهاز الأمن».. ويضيف اللواء هشام يحيى مدير كلية الشرطة، ندرب الضباط في مختلف الرتب لتنميتهم من خلال برامج التدريب التي تتغلغل في الحياةِ الوظيفية للضباط.
وتطورت العلوم الشرطية في السنوات الأخيرة لتشمل نواحي فنية وعلمية متعمقة في مجالات إدارة وتنظيم الشرطة وعملياتها والتحقيق والبحث الجنائي، والطب الشرعي والمرور ومكافحة المخدرات والدفاع المدني والمفرقعات وجرائم الاتجار في البشر ونقل الأعضاء والجريمة المعلوماتية والجرائم غير الوطنية وغيرها.