رئيس التحرير
عصام كامل

في الكرة عدالة وشفافية.. وصارت بزنسا وفنا وعلما!


لم تعد كرة القدم مجرد لعبة يؤمها الهواة، بل صارت فنًا وعلمًا وبيزنسًا كبيرًا وخططًا تقوم على الجماعية وروح الفريق التي كانت سببًا رئيسيًا في وصول الفرق لنهائيات المونديال، وليس اعتمادًا على شهرة بعض لاعبيها الذين ذاع صيتهم حتى بلغ الآفاق.. وإن كان وجودهم قيمة مضافة ترفع معنويات فرقهم وتجعل خصومهم يعملون لها ألف حساب.. وعلينا الاستفادة من دروس المونديال الأخير استعدادًا للمونديال المقبل الذي ينبغي أن نطمح في الوصول إليه للمنافسة وليس لمجرد التمثيل المشرف.


لقد رفع الـ«فيفا» مكافأة الفريق الفائز بكأس العالم إلى 38 مليون دولار والوصيف 28 مليونًا والثالث 24 مليونًا والرابع 22 مليونًا و8 ملايين للفرق التي لم تتأهل لدور الـ16، بينما حصد كل فريق وصل لدور الثمانية 12 مليونًا، ومن وصل لربع النهائي حصل على 16 مليونًا.. أرأيتم كيف صار الـ«فيفا» بَصرامته وإصراره على تنفيذ القانون على الكبير والصغير حكومة عالمية تفوق الحكومات الوطنية فارضًا كلمته على الجميع، مانعًا أي حكومة من التدخل في عمل اتحادها الوطني مهما تكن الذرائع والأسباب.. الأمر الذي يطرح سؤالًا مهمًا: لماذا ينجح الـ«فيفا» فيما تفشل فيه الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية..؟!

ورأيي أن الـ«فيفا» يستمد سلطانه من الشعوب التي وجدت فيه ما افتقدته في مضمار السياسة.. بينما تستمد الأمم المتحدة ومجلس الأمن قوتهما من الحكومات.. في الكرة عدالة وشفافية.. وفي السياسة غموض وتحيز وطغيان ومصالح وفيتو يتمترس خلفه الكبار لفرض مشيئتهم.. في الكرة تشاهد الجماهير مباريات فرقها على المكشوف وتستطيع الحكم على لاعبيها وحكامها الذين يطبقون قانون الملاعب على الجميع.. أما السياسة فيلفها التكتم والغموض وتطبخ قراراتها خلف الستار، وتكيل بمكيالين وتغض الطرف عن خطايا البعض وعقاب البعض الآخر كما نرى في مسألة السلاح النووي.

في السياسة غالبًا ما يجري تهميش الجمهور.. وفي الكرة تمتلك الجماهير تأثيرا قويًا ومباشرًا بالتشجيع في المدرجات وأمام الشاشات.. ويبقى أن نجدد أسئلة ملايين المصريين: لماذا السكوت على ما حدث في مونديال روسيا بينما أجرت كل الدول التي خرجت من المونديال تحقيقات سريعة مع اتحاداتها للوقوف على الأسباب ومعاقبة المخطئين؟.. نريد قرارات حاسمة ضد كل من فرط في الأمانة إذا أردنا إصلاح منظومة الرياضة وإلا تكررت المآسي والمشاهد المؤلمة ما دام المخطئ يفلت من العقاب، ولا يجد من يحاسبه.
الجريدة الرسمية