رئيس التحرير
عصام كامل

«كيد الرجال غلب النسا مع سواق الهانم».. سرق رب عمله بمساعدة زوجته.. أوهم عشيقته بالحب ووعدها بالزواج فساعدته على سرقة 3 ملايين جنيه من زوجها.. خدعها وهرب بالأموال إلى لبنان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"محمد" سائق في العقد الثالث من عمرة، نشأ في أسرة بسيطة بمنطقة روض الفرج بمحافظة القاهرة، لم يكمل تعليمه بسبب ظروف والده، وقرر تعلم قيادة السيارات ليساعد والده في في مصاريف المنزل وتعليم أخواته، وعمل سائقا على تاكسي.


منذ 3 سنوات وضعت الصدفة محمد في طريق مدير مبيعات بأحد الفنادق، عندما تعطلت سيارته في محور صلاح سالم، أوقف "محمد" التاكسي ليساعده، وظل معه حتى صيانتها، شكر مدير المبيعات سائق التاكسي على مساعدته وصعد سيارته وتركه.

حافظة النقود
أثناء غسيل "محمد" يديه من الشحم، بجوار التاكسي، عثر على حافظة النقود الخاصة بمندوب المبيعات، وبها جميع متعلقاته ومبلغ من المال، استقل التاكسي، وظل يفكر ماذا سيفعل بحافظة النقود هل سيسلمها لصاحبها أم يأخذ المبلغ المالي ويلقيها في أي مكان قرب مسكنه، استغرق نصف ساعة وهو يفكر وفي النهاية قرر ردها لصاحبها.

رد الأمانة
وصل "محمد" إلى العنوان المسجل على بطاقة الرقم القومي الخاصة بمدير المبيعات، وظل يسأل عنه حتى وصل باب شقته، ضغط على جرس الشقة 3 مرات، ثم فتحت له "الهانم" زوجة مدير المبيعات، وسألته ماذا تريد فأخبرها أنه عثر على حافظة النقود الخاصة بزوجها.

سمع زوجها الحديث، فذهب إليه مسرعا وأدخله شقته وظل يشكره على أمانته التي افتقدها بعض الناس في هذا الزمن "لكنه لم يعلم ما تخفيه الأيام المقبلة عنه"، حيث إن الحافظة تحتوي على أوراق مهمة وبطاقات بنكية خاصة به وبالعمل.

البحث عن "أمين"
مرت الأيام واتصل مدير المبيعات بـ"محمد" السائق، يخبره أنه يبحث عن سائق أمين ليقود سيارة زوجته "الهانم"، فرد عليه بالموافقة، وبالفعل أصبح "محمد" سائقا لسيارة الهانم التي تملك سنترا تعليميا، وجد "محمد" نفسه داخل حياة جديدة، حيث كان يساعد الأسرة في حل مشكلات كثيرة كانت تواجه الهانم في عملها.

بعد مرور سنة تقريبا نشأت بين محمد و"الهانم" علاقة حب، كان يظل معها في العمل منذ خروجها في الصباح من منزلها حتى عودتها في المساء، لكن الزوج لم يشك أبدا في زوجته أو السائق الذي اعتبره إنسانا أمينا وكأنه فرد من الأسرة وأخ له، استأمنه على أولاده وأمواله وزوجته، لم يكن يتوقع أنه سيخونه بمساعدة زوجته.

تغير غريب
في الأيام الأخيرة لاحظ الزوج تغير أسلوب زوجته في التعامل معه وتهربها منه بحجة أنها مرهقة من العمل فأبدى استياءه منها، شكت الزوجة أن زوجها يشك بها فقررت تفاتح عشيقها السائق لينقذها قبل فوات الأوان، وطلبت الطلاق من زوجها، على أن ترتبط بالسائق بعد انقضاء العدة.

ظل السائق يفكر في الأمر، خصوصا أن عشيقته تتكلم بجدية بشأن طلاقها من زوجها، اختمرت فكرة بعقله، قرر أن يقنع عشيقته بمساعدته بسرقة أموال زوجها لتساعدهم في حياتهم الزوجية وشراء شقة جديدة لها في مدينة أكتوبر بعيدا عن سكن زوجها، لكن الخطة الشيطانية التي كان قد وضعها السائق لنفسه، هي سرقة الأموال والسفر إلى لبنان هاربا منها ومن زوجها ومن رجال الأمن، ويبدأ حياة جديدة في بلد جديد.

خطة السرقة
وقبل الحادث بيومين جلست "الهانم" مع سائقها لرسم خطتهما في ناد بمدينة نصر، واتفقا على أنها ستأخذ زوجها وأسرتها للتنزه في أحد الأندية، لتخلي الشقة له ويدخل لتنفيذ خطته، ووعدها أنه عقب طلاقها من زوجها سيتزوجها ليبدأ حياة جديدة معا، ثم تركها في النادي وتوجه إلى مطار القاهرة ليحجز تذكرة سفر إلى لبنان.

يوم الواقعة اصطحبت الزوجة أسرتها للتنزه بمنطقة القاهرة الجديدة وقت ارتكاب الحادث، ليخلو المكان لعشيقها ليتمكن من سرقة خزنة زوجها.. استأجر السائق سيارة صاحب محل لتنفيذ خطته وتوجه إلى مسكن عشيقته وكسر باب الشقة وسرق خزينة بداخلها أكثر من 3 ملايين جنيه ومشغولات ذهبية، ومواد كحولية، ورد السيارة المستأجرة لصاحبها وأعطى له المواد الكحولية ليبيعها، ثم أخذ الأموال وتوجه إلى مطار القاهرة ليسافر إلى لبنان.

صدمة الخائنة
وأثناء وجوده داخل سيارة تاكسي في طريقه إلى المطار رن هاتفه واتضح أن المتصلة عشيقة تريد أن تطمئن عليه وهل أنهى خطته أم لا؟ لكنه لم يرد عليها، وعندما وصل المطار اتصل بها وأخبرها أن الخطة نجحت، وأنه سيختفي بعض الأيام في منطقته بروض الفرج حتى لا يشك أحد بهما، وعلى أبواب المطار حطم الهاتف، ثم أنهى إجراءات سفره وصعد الطائرة متجها إلى لبنان ليبدأ حياة جديدة.

عقب عودة مدير المبيعات وأسرته من التنزه لاحظ آثار كسر على باب الشقة، توجه مسرعا إلى غرفة مكتبة تفاجأ بسرقة الخزينة الخاصة به، فأبلغ الشرطة.

بدء التحريات
تلقى المقدم خالد سيف، رئيس مباحث قسم شرطة أول مدينة نصر، بلاغا من مدير مبيعات، مقيم بدائرة القسم، يفيد اكتشافه كسر باب الشقة سكنه وسرقة خزينة حديدية بداخلها أكثر من 3 ملايين جنيه، ومشغولات ذهبية، ومواد كحولية، ولم يتهم أو يشتبه في أحد بارتكاب الواقعة، انتقل رجال المباحث لمكان الواقعة، وبالفحص تبين وجود آثار عنف بباب الشقة سكن المبلغ.

بإجراء التحريات بمنطقة الواقعة وبالاستعانة بالتقنيات الحديثة أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة مستخدم سيارة ملك صاحب محل، باستهدافه ضبطه وضبط السيارة ملكه وبحوزته بعض زجاجات مشروبات كحولية من متحصلات الواقعة.

مواجهة المتهم
وبمواجهته أمام الرائد محمد السيسي، معاون مباحث قسم شرطة أول مدينة نصر، بالمعلومات والتحريات، قرر أن السيارة كانت بحوزة "محمد" سائق سابق لدى المجني عليه.

وأضاف أنه تحصل على الزجاجات الكحولية من المتهم بقصد التصرف فيها بالبيع، وأنكر علمه أنها من متحصلات سرقة، باستهداف المتهم "محمد" تبين أنه غادر البلاد بتاريخ إلى دولة لبنان (جار اتخاذ الإجراءات القانونية وإدراجه ضمن قوائم ترقب الوصول والضبط).

بإجراء التحريات حول الأخير تبين أنه على علاقة بزوجة المجني عليه، وأنها تواطأت معه في ارتكاب الواقعة باصطحاب أسرتها للتنزه بمنطقة القاهرة الجديدة وقت ارتكاب الحادث.

بتقنين الإجراءات تمكن رجال المباحث من ضبطها، وبمواجهتها أنكرت علاقتها بواقعة السرقة، باستدعاء المجني عليه تعرف على زجاجات الخمور واتهم زوجته بارتكاب الواقعة.

تحرر عن ذلك ملحق للمحضر الأصلي، وتولت النيابة العامة التحقيق، وجار ضبط المتهم الهارب.
الجريدة الرسمية