ولقد كرمنا بني آدم

قامت شرطة الإنقاذ ومكافحة الحرائق البريطانية بإنقاذ كلب حديث الولادة، نفذ إلى أعلي سطح مبني منزلق ولَم يستطع النجاة وبقي فوق المبني ينتظر الإنقاذ، ورآه أحد المواطنين وأبلغ الشرطة وجاءت فرقة إنقاذ بكامل هيئتها ومعداتها لإنقاذ هذا الحيوان الأليف، وبعد مجهود وعمل متواصل تم التقاط "البوبي" الصغير بواسطة أحد رجال الإنقاذ الذي وصل اليه بالسلم الكهربائي، الذي يستعمل في إنقاذ السكان من الحرائق أعلي المباني، وبدا الشرطي سعيدا والجيران كذلك، وشكروا الشرطة على هذا العمل الإنساني، وكل ذهب إلى حاله في حالة رضا وارتياح.

يا له من عمل طيب إنقاذ حيوان أليف، ومسئولية من المواطن العادي، وكذلك من الشرطة التي لم تتوان في تنفيذ مهمتها الأصلية في الإنقاذ.. أليس هذا من سنة الإسلام.. هل نقوم بمثل هذا العمل الصالح لبني الإنسان في بلد خير أجناد الأرض..

أليس هذا الحيوان من خلق الله جل وعلا والإنسان أيضا.. لقد كرم الله سبحانه وتعالي الإنسان وعرض عليه الأمانة.. ويقول بعض المفسرين إن الأمانة هي العقل، ويقول الآخرون إنها رسالة الإسلام وقد يكون كلاهما.. هل يلاقي البشر في المحروسة مثل هذه المعاملة الرحيمة التي تلقاها هذا الحيوان الأليف.. ويقول لنا عز من قائل "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"..

إن الغش والتدليس والنفاق وما شابه ذلك يقضي على الإنسان وحريته وكرامته، وقد أمرنا المولي أن نحافظ عليها ونقدرها ونحترمها "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد".

وللمحافظة على حياة المواطن يجب تطبيق إجراءات الصحة والسلامة في كافة أنشطة الحياة، مثل المياه والمطاعم والأندية والطرق والفنادق والمصانع والمستشفيات والمكاتب وخلافه، ومازلت مصرا على تشجير جبل المقطم لتقليل الأتربة في القاهرة وما حولها، والتفتيش الصحي على المطابخ والمطاعم والقهاوي والمدارس خصوصا مدارس الأطفال والحضانة..

ولا ننسى أبدا أن ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا يا أولى الألباب، وآخر دعوانا أن الحمد لله، وصلي الله على سيد البشر.