« ناديجدا وماريا».. حكاية «بنتين من روسيا» كسرتا هيبة بوتين
أعلنت المجموعة الاحتجاجية الروسية "بوسي رايت" مسئوليتها عن اقتحام أرضية الملعب الذي كان يشهد نهائي مونديال موسكو 2018، مع بدايات الشوط الثاني. والذي انتهى بتتويج المنتخب الفرنسي بلقب كأس العالم.
1- الصورة المثالية
وقالت المجموعة، إن السبب وراءه هو إحياء الذكرى الـ 11 لرحيل الشاعر السوفيتي ديميتري بريجوف، الذي اشتهر بـ "الصورة المثالية" التي صنعها لرجل الأمن في الثقافة الروسية وسجن بسببها، مما دفع أعضاء الفرقة لارتداء زي الشرطة.
كما أشارت في البيان إلى قضية المعارض الروسي أوليج سينتسوف، الرافض لضم روسيا لمنطقة شبه جزيرة القرم عام 2014، والذي حُكم عليه بالسجن 20 سنة بتهمة "التآمر لارتكاب أعمال إرهابية" في عام 2015.ديال موسكو 2018، مع بدايات الشوط الثاني. والذي شهد بنهايته تتويج المنتخب الفرنسي بلقب كأس العالم.
وتنتقد الفرقة الروسية المثيرة للجدل "بوسي رايوت" الفساد الذي ينخر النظام الروسي. وتعرضت لصعوبات بسبب احتجاج نفذ داخل أكبر كاتدرائية في موسكو في عام 2012، حيث تم القبض على ثلاثة مشاركين وسجنوا. ومنذ ذلك الحين، انفصلت النساء الثلاث اللواتي قُدمن للمحاكمة، ولا تزال اثنتان منهن - وهما «ناديجدا تولوكونيكوفا» و«ماريا أليوخينا» - وتظهران بشكل منفصل تحت اسم "بوسى رايت".
2- تحقيق وترهيب
نشر مراسل صحيفة "فاينانشال تايمز" في روسيا، مقطع فيديو يظهر جانبا من التحقيقات مع أعضاء فرقة "بوسي رايوت" الروسية، والتوبيخ الشديد الذي تعرضوا له من قبل المحقق، بعد اقتحامهم أرض الملعب في المباراة النهائية بالمونديال.
وتم اعتقال مقتحمي الملعب الأربعة واحتجازهم فيما بعد في مركز تابع لشرطة موسكو، حيث تحقق معهم الشرطة "لمخالفتهم قواعد الاحتفال في حدث رياضي، وارتدائهم الزي الرسمي للشرطة الروسية".
وظهر في الفيديو الذي نشره ماكس سيدون، شاب وشابة من أعضاء الفرقة الذين اقتحموا ملعب لوجنيكي خلال مباراة فرنسا وكرواتيا، وهما يتعرضان لتوبيخ من المحقق، الذي قال: "تنشرون هراءكم في كل أنحاء روسيا، أليس كذلك؟. من المؤسف أننا لسنا في عام 1937".
وكان المحقق يشير إلى حملة "التطهير" الواسعة التي شنها الزعيم السوفيتي الراحل جوزيف ستالين ضد أعضاء الحزب الشيوعي ومعارضيه، التي وصفها الغرب بـ"الإرهاب الكبير".
ويعتقد البعض أن تلك الحملة التي استمرت حتى عام 1938، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 750 ألف شخص.
وقالت الفرقة في تغريدة، إن أعضاءها المعتقلين "أمضوا الليل في مركز الشرطة -مع الإشارة إلى أنه لا توجد ظروف مناسبة للنوم وتناول الطعام والاستحمام، وما إلى ذلك- وما زالوا هناك، وسيتم اقتيادهم إلى المحكمة، حيث يواجهون اتهامات لارتكابهم مخالفات إدارية حتى الآن".
وطالبت المحكمة الأوروبية النظام الروسي بالإفراج الفوري عن المعتقلين مطالبة موسكو بدعم حرية التعبير.
3- تنظيم نسوى
وتعرف المجموعة التي تأسست في عام 2011، والمكونة بغالبيتها من النساء بتنظيم الاحتجاجات ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي معروفة بانتقاداتها للسلطة بشكل جريء وتسعى إلى المساواة بين الرجل والمرأة في روسيا، وتقدم الفرقة عروضها في الأماكن المكتظة بالناس مثل محطات القطار ومترو الأنفاق والأسواق الشعبية وغيرها في موسكو.
4- كراهية دينية
وفى عام 2012 تصدرت ثلاث عضوات من الجماعة عناوين الأخبار الرئيسية بعد مظاهرة في كاتدرائية، احتجاجا على سياسة بوتين، واعتقلن إثرها بتهمة "ارتكاب أعمال العنف بدافع الكراهية الدينية"، وحكم عليهن بالسجن لمدة عامين.
وأنتج الموسيقي الأمريكي ديفيد أندرو سيتيك أغنية مصورة بعنوان "تشايكا"، التي قدمته الفرقة منتقدة "جرائم القتل والرقابة".
5- انتفاد سياسة ترامب
كما صورت الجماعة أيضًا أغنية ردًا على أحد التصريحات المسربة من قبل صحيفة واشنطن بوست للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2005، والتي فاخر فيها "بمسك النساء من فروجهن"، بطريقة " فاحشة"، فأطلقن أغنية بعنوان " Straight Outta Vagina " منتقدة سياسة ترامب.
وقالت ناديا تولوكونيكوفا، إحدى الناشطات وعضوة الجماعة، لصحيفة "الجارديان" إن الأغنية جاءت ردًا على ترامب الذي "فاخر بمطاردة النساء ومسكهن من فروجهن" وأضافت موجهة رسالة إلى ترامب: "لا تتغابى، لا تكن أحمقًا، الفَرج هو المكان الذي خرجتَ منه"، واختتمت بالقول "الفَرج أكبر من ترامب".