تركي آل شيخ.. شكرا
مباريات كأس العالم بدأت وانتهت، وهذه المباراة بدأت ولم تنته بعد، وعلى الرغم من المفاجآت الكثيرة التي شهدها مونديال روسيا بداية من عودتنا نجرجر ذيول الخيبة وانتهاءً بالأداء المشرف لكرواتيا.. إلا أن مفاجآت هذه المباراة أكثر تشويقًا وإثارة، ربما لعجزنا عن معرفة من مع من؟ أو من ضد من؟ وربما لأن بعض ما يدور في كواليسها.. أَعلنه المشاركون فيها.
المباراة المثيرة سبقها عمليات إحماء للاعبين، بدأت قبل انتخابات النادي الأهلي، ثم انتقلت إلى أحد ملاعبه، ومنه انتقلت إلى ملاعب الفضائيات والسوشيال ميديا، فأصبحت أكثر سخونة، ونتيجة الخشونة بين اللاعبين.. وجد الجميع في القضاء ملاذًا، بعد أن فشلت أطقم التحكيم في وضع نهاية لعمليات تكسير العظام المتعمدة.
الطرف الأول في المباراة التي أعنيها هو وزير الرياضة السعودي تركي آل شيخ ومعه مستشاريه ومحاميه، والطرف الثاني هو مجلس إدارة النادي الأهلي وبعض جمهوره ومريديه، وللطرفين منا الاحترام والتقدير.
نتائج كثيرة للمباراة التي ما زالت مستمرة توقعها المراقبون، منها عودة الود بين الطرفين، خاصة أن كلاهما يكن احتراما للآخر، ومنها الفصل بينهما من منطلق (شيل دا من دا يرتاح دا عن دا) لكني خرجت من هذه المباراة المثيرة بعدة نتائج أراها مهمة، لعل أبرزها تعرية بعض الشخصيات المحسوبة على النخبة.
فقد طالت مدفعية آل شيخ الثقيلة عدد كبير من الشخصيات التي لعبت على (الونجين) لتحقيق أكبر استفادة من الطرفين، تصريحات الوزير السعودي صادمة، وفتحت عليه نار السوشيال ميديا، لكنها وضعت حدًا لكل من زايدوا على طرفي المشكلة، ورغم اتهامات الوزير الموجعة للبعض.. فإن أحدًا لم يبادر بالرد عليه لمجرد نفي التهمة عن نفسه، فقد التزم الجميع الصمت فأكدوا ثبوت التهم، لذلك لن أبالغ إذا وجهت الشكر لتركي آل شيخ رغم تحفظي على طريقته في التعاطي مع الأزمة، لكنه شكر مستحق لكَشفه زيف من صدعونا بالنزاهة والمثالية.
أما ردع البعض.. فكان النتيجة الثانية لهذه المباراة، فالذين قالوا للوزير السعودي في الخفاء ما لم يقولوه في العلن.. لن يعودوا إلى هذا السلوك المشين مرة أخرى، وعلى من يقرر أن يكون وسيطًا بين الطرفين أن يلتزم الشفافية، وينأى بنفسه عن الأهواء الشخصية، حتى لا يطاله ما طال الآخرين.
والنتيجة الثالثة للمباراة.. هو ذلك النهم في جمع المال، فكل من زايدوا على الطرفين لم ينقصهم مالًا ولا جاه حتى يسيئوا إلى أنفسهم بهذا الشكل، ويَعجزوا عن الرد على الوزير السعودي، وكنت أتمنى أن يخرج أحدهم من مخبئه ليحفظ ماء وجهه بنفي تهمة واحدة.
وتأتي إعادة ترتيب أوراق مجلس إدارة النادي الأهلي نتيجة رابعة للمباراة، ترتيبا يليق باسم النادي العريق وجمهوره، وباسم محمود الخطيب، ترتيبا تختفي معه تلك الردود الباهتة، والبيانات الإنشائية التي تخشى المواجهة.
أما تركي آل شيخ فعليه أن يعيد النظر في أسلوبه، ولا يحتفظ بأوراق ضغط على أصحاب المصالح، وجلسة مغلقة واحدة تجمعه بالخطيب فقط بعيدًا عن المزايدين ومشعلي النيران.. كفيلة بإنهاء هذه الخلافات، على أن يكشف كلاهما كل أوراقه للآخر، وبهذا اللقاء تنتهي مباراة كثرت أشواطها، وتكاثر أطرافها حتى أصبحنا نخشى أن تؤثر سلبًا على دولتين هما أبرز ما تبقى من دول في المنطقة.
basher_hassan@hotmail.com