رئيس التحرير
عصام كامل

أهمها مشروع القدس 2050.. خطة إسرائيل لتهجير الفلسطينيين وتوسيع المستوطنات

القدس
القدس

لم تكتف دولة الاحتلال باحتلال الأراضي وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية بتل أبيب إلى القدس المحتلة فحسب، بل إن سلطات الاحتلال تصر رغم التنديد الدولي من الأمم المتحدة ومن المنظمات الحقوقية، على مواصلة جريمة اقتلاع 46 تجمعا بدويا في بادية القدس والمناطق المصنفة "ج" من الضفة الغربية، وخاصة الأغوار الفلسطينية، وذلك تنفيذا لخطة صهيونية بتهجير الفلسطينيين من القدس والضفة الغربية وإخلاء الأغوار وتنفيذ مخطط التهويد.


ترحيل السكان
وبدأ ذلك بإجراءات ترحيل السكان وإبعادهم عن حدود مدينة القدس المحتلة، مستخدمة تعزيزات كبيرة من الجنود، الذين اعتدوا بالضرب على النشطاء والمتضامنين والأهالي، قبل أن تصدر المحكمة العليا "الإسرائيلية"، مساء الخميس الماضي، تجميدًا مؤقتا للهدم؛ لحين بيان أسباب عدم سماح سلطات الاحتلال بترخيص التجمع.

هدم المساكن
وتسعى "إسرائيل" لهدم 45 مسكنًا فلسطينيًا بعد قرار قضائي في 25 مايو الماضي، ويعيش 250 بدويًا في تلك المساكن المترامية على سفح جبل قاحل، في وقت تواصل سياسات الاحتلال منعها للبدو هناك من زراعة الأشجار، أو إضافة أي منشأة يمكنها بعث الحياة في ذلك الجبل، أو حتى بناء المنازل، ما جعلهم يعيشون في بيوت من صفائح الحديد، التي تكاد لا تحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء.

توسيع المستوطنات
وترجع الخطة الإسرائيلية في التهجير إلى سعي دولة الاحتلال ومنذ سنوات؛ لإزالة التجمعات البدوية من موقعها وطرد سكانها، بهدف توسيع المستوطنات المجاورة من خلال ممارساتها التعسفية، فالاحتلال حول حياة أهالي التجمعات إلى معاناة حقيقية لتنفيذ مخططاته فمنع وصول الخدمات لهم والبناء والتوسع كما قلّص مساحة المراعي.

تهويد المنطقة "ج"
تسعى سلطات الاحتلال، بعد ضم شرقي القدس، إلى تهويد المنطقة "ج" ومن ضمنها الأغوار، التي تشكل 28% من مساحة الضفة، وقد أعلنت السلطات قبل أعوام عدة، خطة لبناء مستوطنة تسمى "E1" تضم أحياء متفرقة في المنطقة الممتدة من شرقي القدس حتى نهر الأردن.

وهدمت قوات الاحتلال في العامين الأخيرين نحو ألف منزل في المنطقة "ج"، 75% منها تقع في محيط مدينة القدس والأغوار، فيما هدمت الأربعاء الماضي، عددًا من البيوت في تجمع بدوي آخر قريب يسمى "تجمع أبو نوار".

القدس 2050
يقول الخبير الفلسطيني في شئون الاستيطان ورئيس دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية الفلسطينية خليل التفكجي: إن هذا الإصرار "الإسرائيلي" على تهجير واقتلاع البدو من بادية القدس والغور له هدفان أساسيان: الهدف المحلي تنفيذ مشروع القدس عام 2050 المطلق عليه "مشروع 5800".

وأوضح أن هذا المشروع بحسب تصريحاته التي نقلها المركز الفلسطيني للإعلام، يقضي بإقامة أكبر مطار في "إسرائيل" في منطقة النبي موسى لاستقبال 35 مليون مسافر، و12 مليون سائح، وإقامة شبكة من الطرق والسكك الحديدية والمناطق الصناعية والتجارية والسياحية، تضم مجموعة من الفنادق، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة سترتبط بالسياحة العلاجية في البحر الميت، وبالسياحة الدينية في مدينة القدس.

أما الهدف الثاني- بحسب الخبير الفلسطيني- فهو إقليمي؛ لأن الاحتلال "الإسرائيلي" ينظر إلى نفسه نقطة وصل ما بين أوروبا والشرق الأوسط، وهذا يقضي بفتح "جسر الملك عبد الله" المغلق حاليًا لربط "إسرائيل" بالأردن، وبباقي دول المنطقة شرقًا.

مخطط إسرائيلي
وأوضح التفكجي أن تهجير الخان الأحمر، والبدو من غور الأردن؛ جزء من الرؤية والمخطط "الإسرائيلي" القديم؛ فمنطقة الغور غير قابلة للتفاوض بحجج أمنية، ولكن الهدف الأساسي هو وضع التجمعات الفلسطينية بين المطرقة والسندان؛ أي حصر الوجود الفلسطيني بين الجدار من الغرب والغور ومستوطناته من الشرق، تحت "السيادة الإسرائيلية" وفق تصريحات المستويين السياسي والعسكري والأمني "الإسرائيلي".

وأشار بحسب المركز الفلسطيني للإعلام إلى أن عملية تفريغ الأغوار ومنطقة بادية القدس من التجمعات البدوية عملية كانت تجرى ببطء، والآن سرعت بسبب الدعم الأمريكي المباشر للرؤية "الإسرائيلية" لأنها تعيق العديد من المشاريع الاستيطانية والإستراتيجية "الإسرائيلية"، وما هي إلا عملية تطهير عرقي للفلسطينيين من الغور.
الجريدة الرسمية