رئيس التحرير
عصام كامل

الهدف من منع «تلوث الضوضاء» بالمستشفيات


لقد أبديت رأيي من الوجهة الإدارية والمنطقية في قرار إذاعة السلام الوطني والقسم الذي يؤديه الأطباء في المستشفيات، واليوم أوضح مبدأ خفض الأصوات ومنع الضوضاء، وهو ما نسميه "تلوث الضوضاء" بالمستشفيات، وذلك لأن هناك أولوية لأصوات يجب أن تسمع بوضوح لإنقاذ حياة المرضي الذين يحتاجون إليها وأهمها ما يلي:


- مريض يطلب المعونة، معبرا عن ألم شديد أو ضيق في التنفس أو اضطراب ضربات القلب، ويحتاج إلى تدخل طبي عاجل.

- مريض قضي يومه أو ليلته في آلام ما بعد الجراحة، وأعطي مسكنات أو منومات لازمة للخلود للراحة بعد طول معاناة.

- ممرض أو ممرضة شاهدت علامات خطورة حادة على مريض، وهو أو هي عندئذ يطلب كود معين ومتفق عليه مثل "كود أزرق أو أحمر" مثلا، وهي الحالة الوحيدة التي تسمعها في إذاعة داخلية في أي مستشفى في بلد متحضر، وهنا يندفع الفريق الطبي المدرب تماما على هذا النداء العاجل، وعلي إنعاش التنفس أو كهربة القلب أو أي إجراءات أخرى مطلوبة على عجل، حيث أن تأخر الثواني والدقائق في استجابة الفريق تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.

تخيل معي صدور هذه النداءات الحيوية، وضياعها وتداخلها مع أصوات إذاعة داخلية متحمسة تذيع النشيد الوطني أو قسم الأطباء، مدعية أهميتها لتحفيز الانتماء الوطني أو القيم الإنسانية لدى الأطباء، ومن منكم زار أي مستشفى في أي بلد متحضر يلاحظ الآتي:

- لن يسمع أي نداء على الميكروفونات إطلاقا سوي نداء كود إنقاذ مريض عاجل وموجه بإيجاز وهدوء للمختصين.

- لن تجد ممرض أو رئيسة تمريض أو طبيب ينادي على آخر، أو يعطي تعليمات، بصوت مرتفع أبدا، بل عليه أن يتوجه للشخص المعني ويخبره بما يحتاج إليه بصوت هامس.

- أماكن التحاليل وفحوص الأشعة والعيادات الخارجية لا تستخدم الميكروفونات أبدا، بل يخرج الفني أو الممرض المختص بنفسه إلى مكان انتظار المرضي، وينادي بصوت منخفض على المريض المطلوب، ويحييه، ويصطحبه إلى مكان تقديم الخدمة.

أيها السادة، كافحوا تلوث الضوضاء بالمستشفيات، فهذا لايحتاج إلى ميزانيات إضافية، بل إلى سلوك إنساني، ومهني، وكفي مرضانا تلوث الجروح والعمليات.

وأذكر الجميع أن المستشفي هو الموقع الأخير للصراع بين الحياة والموت، حيث تكون حياة المريض لها اليد العليا على أي اجتهادات أو فلسفات غريبة على المستشفيات في العالم.

كما أذكركم أيضا بالحفاظ على مكانة السلام الوطني لبلدنا الحبيب، الذي يجب على من يسمعه أن يقف في سكون واحترام، لا أن يعزف كل يوم دون مناسبة، خاصة أن ذلك يتداخل مع كفاءة العمل في المستشفيات.
الجريدة الرسمية