الأول «شعبة إسلامية» بالأزهر: تابعت كأس العالم وبحب محمد صلاح (فيديو)
في الطابق السادس بأحد عقارات شارع أحمد خليل المتفرع من شارع جسر السويس بالقاهرة، يسكن الطالب أحمد يوسف الحاصل على المركز الأول في الثانوية الأزهرية قسم الشعبة الإسلامية بمجموع 96.8%، محافظا على ارتداء زيه الأزهري الذي لطالما اعتز به وسط أسرته وأهله إذ أنه الوحيد بينهم الذي تربى تحت عباءة الأزهر.
كان أحمد عائدا من سفر إلى بيته تحديدا في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم السبت دخل غرفته، وردته أخبار عن ظهور النتيجة.. فتح جهاز اللاب توب الخاص به وتصفح على الإنترنت إلا أنه لم يجد شيئا ذا قيمة له، بعدها تلقى اتصالا هاتفيا وقد كتب على هاتفه "اتصال من رقم غير معروف".. في البداية سأله المتصل عن أحواله وما حدث معه أثناء امتحانات الثانوية، أصيب أحمد وقتها بقلق شديد وإذ بمهاتفه يعرفه بنفسه قائلا: "أنا مستشار شيخ الأزهر وهو الآن في انتظارك على الهاتف".
يقول أحمد عن الاتصال: أول ما كلمت شيخ الأزهر حسيت إن أبويا اللي بيكلمني فرحت فرحة عمري مفرحتها في حياتي.. فرحتي بمكالمة الإمام كانت أكتر من فرحتي بتفوقي ونجاجي".
تعمد أحمد في المذاكرة منذ بداية العام الدراسي على "القليل المتصل" فكان يعتمد في الغالب على مذاكرة ساعة أو ساعتين وربما ثلاثة على أقصى تقدير يوميا، وقبل الامتحان بشهر تقريبا بدأ بالاهتمام أكثر حتى وصلت إلى ثمان ساعات يوميا، بينما لم تواجهه أي مشكلات أثناء تأديته الامتحانات إذ كانت تمر أيامها تباعًا بكل سهولة، ويقول أيضا: إنه تابع مباريات كأس العالم بأكملها وأن كل المنتخبات التي شجعها خرجت من المونديال إلا منتخب كرواتيا، وأنه يحب محمد صلاح كثيرا.
رغم صعوبة المواد المقررة على طلاب الثانوية الأزهرية إلا أن أحمد يقول إنه لم يعتمد على الدروس الخصوصية ولم يكلف والده أي مبالغ مالية إذ يصف أسعار حصص الدروس الخصوصية بالخيالية، إلا أنه يرى أن أصعب المواد التي أتعبته في المذاكرة هي مادتي التاريخ والأدب والنصوص أما عن باقي المواد فلم يواجه فيها أي صعوبة.
ومن فرط حب أحمد الدارسة بالأزهر والتعمق في المواد الشرعية قرر منذ نعومة أظافره الاتحاق بالأزهر وحفظ القرآن الكريم، ليقرر بعدها الالتحاق بالشعبة الإسلامية، ومن بين الكليات تعلق قلبه بها كانت كلية الشريعة والقانون بالقاهرة لإكمال دراسته بها، حتى يعين معيدا بها ثم أستاذا بالجامعة، ويتابع: "الكلية مجموعها صغير آه بس أنا حابب الدراسة فيها وشايف نفسي هعمل حاجة لو دخلتها".
أما عن والد أحمد "مهندس صيانة" فلم يتمالك نفسه عند سماع خبر النجاح من زوجته حال عودته إلى البيت إذ يقول: "كنت خارج البيت ولما رجعت أخبرتني زوجتي بأن أحمد طلع الأول، بكيت وسجدت شكرا لله على هذه النعمة.. أحمد كان متفوقا وطلع الأول في سنين الثانوي اللي فاتوا ودايما كان من الأوائل والحمد لله ربنا عوضه وعوضنا خير".
تضيف والدة أحمد إنه كان متعلقا بالألعاب الرياضية مثل الكونج فو والكاراتيه وحصل على شهادات كثيرة في اللعبتين أثناء سنوات تعليمه بالابتدائية والإعدادية إلا أنه انقطع عنها بعد دخوله الشعبة الإسلامية بالأزهر.